بالتزامن مع يوم التراث الفلسطيني الذي يصادف السابع من أكتوبر من كل عام، وللعام الثاني على التوالي نظم منتدى التفكير العربي في لندن "مهرجان التراث الفلسطيني الثاني" وسط حضور حاشد للجالية الفلسطينية والعربية والمتضامين الأجانب.
وتضمن المهرجان أجنحة متعددة للطعام الفلسطيني، الكتب، العملات، الكنافة النابلسية، وجناح لأرشيف الصحف وتغطياتها لمفاصل تاريخية في مسار القضية الفلسطينية، كما تضمن حفلا للفنان الفلسطيني سعيد سلباق، والفنان بلال العسلي وفرقته، وكانت مفاجأة هذا العام جناحا خاصا للزيتون والزعتر الفلسطيني الذي أنتج خصيصا لصالح المهرجان، وشحنت جوا، وحظي بقبول كبير من الجالية.
وقال رئيس منتدى التفكير العربي بلندن محمد أمين أن هذا المهرجان هو فعالية مهمة وإعلان فلسطيني عربي سنوي بأن الجالية الفلسطينية العربية وأصدقاء الشعب الفلسطيني عاقدون العزم على مواصلة النضال في معركة الوعي لنشر الثقافة الفلسطينية والهوية الفلسطينية في بريطانيا وأرجاء أوروبا والحفاظ عليها ونقلها جيلا عن جيل، والتصدي لمخططات إسرائيل الرامية لإلغاء وجود وكينونة الشعب الفلسطيني عبر العالم، بعد احتلال أرضه ومحاولاتها المتواصلة لسرقة الذاكرة وتزييف التاريخ.
وأضاف أمين أن هذا النشاط السنوي بمثابة مؤتمر جماهيري للجالية في بريطانيا للدفاع عن الرواية الفلسطينية، وربط الأجيال الفلسطينية التي ولدت في المملكة المتحدة بقضيتهم وتراثهم الفلسطيني، مبينا بأن أبناء الجيل الثاني والثالث من الفلسطينيين يحملون مفتاح العودة، ومشعل النضال في كافة الميادين الثقافية والإعلامية من أجل فلسطين وقضيتها العادلة، مستشهدا بالمشاركة الواسعة للجيل الجديد من أبناء فلسطيني بريطانيا الذين شاركوا بكثافة في المهرجان ليدحضوا الرواية الصهيونية التي تقول أن الجيل الأول سيموت والأجيال التالية ستنسى، فقد جاؤوا يرتدون الزي الفلسطيني والأثواب الفلسطينية ويرفعون الأعلام في قلب لندن بلد وعد بلفور المشؤوم.
كما نوه أمين بمشاركة حملة التضامن مع فلسطين PSC،وعدد من المتضامين الأجانب مبينا أن "قضيتنا بالأساس قضية إنسانية عادلة تهم كل أصحاب الضمائر ومناصري العدالة عبر العالم".
وفي كلمته في المهرجان أشاد سفير فلسطين في المملكة المتحدة الدكتور حسام زملط بانعقاد مهرجان التراث الفلسطيني للعام الثاني على التوالي، مبيننا أن هذه فعالية بالغة الأهمية في حشد الجالية من أجل القضية الفلسطينية، مضيفا أن هناك أمل كبير في أبناء الجالية المندمجين في المجتمع البريطاني ومؤسسات صنع القرار لإحداث تغيير لصالح قضيتهم، وأن الثقافة الفلسطينية والتراث الفلسطيني هو أداة من أدوات مقاومة إسرائيل في سعيها لطمس الرواية والذاكرة الفلسطينية.
وحول توجه لندن لنقل سفارتها للقدس المحتلة، قال زملط أن رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس قد عبرت بالفعل عن انحيازها الكامل لإسرائيل، مبينا أن هناك معركة طاحنة تخاض اليوم من أجل منع بريطانيا من نقل سفارتها للقدس المحتلة، وموضحا أن هناك لقاءات مع قيادات حزب المحافظين لثني الحكومة عن قراراها، مضيفا أن بريطانيا مطالبة بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وعن جرائمها بحق الفلسطينيين بدلا من المضي في مخالفة القوانين الدولية.
و تنوعت الأجنحة في المهرجان وتصدرها الطعام الفلسطيني ،حيث سيطرت الكنافة الفلسطينية على المشهد، رفقة الزعتر والزيتون الذي استورده المنتدى من جنين خصيصا للمهرجان، ورفرفت الأعلام الفلسطينية والكوفية في كل جنبات القاعة، فيما دندن الحضور على أنغام الفنانين سلبق والعسلي، ودبكوا معهم، وأنشدوا للقدس والعودة والوحدة الوطنية.
وأفرد المنتدى جناحا خاصا لأعداد قديمة من الصحف الفلسطينية والعربية والدولية وأعدادها الصادرة بمفاصل تاريخية في مسار القضية الفلسطينية، والمانشيتات التي عنونت بها في تلك الأحداث، كما خصص المنتدى كذلك جناحا خاصة للعملات الفلسطينية التي يعود تاريخها لما قبل النكبة وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وحضر المهرجان سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة الدكتور حسام زملط، ورئيس حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني البروفيسور كامل حواش، ورئيس مجلس أمناء المنتدى الأردني في بريطانيا حلمي الحراحشة، والمستشار القانوني الأستاذ علي القدومي، ورؤساء عدد من الجاليات العربية إضافة للمتضامنين العرب والأجانب .
ويذكر أن مهرجان التراث الفلسطيني هو مهرجان ثقافي تراثي شامل ، قال منتدى التفكير أنه يعتزم تنظيمه سنويا ليكون ملتقا شاملا للجالية العربية والفلسطينية والمتضامين الأجانب، لإحياء الثقافة الفلسطينية، وعرضها في لندن، وليكون جسرا بين الجالية العربية والفلسطينية، وبينهم وبين المتضامين الأجانب، وهو فعالية بالغة الأهمية في سياق معركة الوعي والتمسك بالرواية الفلسطينية.