بمناسبة الاحتفال بيوم التراث الفلسطيني، والذي يصادف السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، نظم "منتدى التفكير العربي" وموقع "عرب لندن" تظاهرة ثقافية واجتماعية تحت ذات الشعار، وذلك في قاعة غرينفورد غرب مدينة لندن تأكيدًا على عمق الارتباط بالهوية الفلسطينية بمختلف أبعادها الحضارية والتاريخية وبهدف إحياء التراث المادي للشعب الفلسطيني في دول الشتات ومحاولة الحفاظ عليه من محاولات السرقة والتهويد.
وقد شهد المهرجان تواجد شخصيات عربية سياسية وإعلامية مهمة إلى جانب بعض من النواب والنشطاء البريطانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. إضافة إلى حضور شعبي واسع وغني مثل جميع أطياف الجالية العربية في المملكة المتحدة للاحتفاء مع الشعب الفلسطيني بيوم تراثه الوطني.
وقد تنوعت معروضات ومنتجات المشاركين من أصحاب المشاريع التجارية بين الملابس والزي الفلسطيني التقليدي الذي يلقى رواجا وإقبالا كبيرا من قبل الزائرين وكذلك المنسوجات والأقمشة المطرزة يدويا ومخطوطة بآيات قرآنية وبعضها شغل وحيك داخل الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى قطع الموزاييك والأواني الفخارية والأدوات المنزلية المزينة برسومات القدس والمسجد الأقصى ومنقوش عليها علم وخارطة فلسطين بمدنها التاريخية، ولم تغب الكنافة النابلسية والمأكولات الشعبية التي عكست تنوع أطباق المطبخ الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام، وقد استمتع الزوار بتناول وجبات الطعام في ظل طقس مشمس ودافئ ووسط أجواء عائلية وتواصل اجتماعي بين أفراد الجالية العربية.
وتخلل المهرجان تقديم عروض فنية ووصلات غنائية تحمل طابعا وطنيا، وترتبط بثقافة وتراث المجتمع الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، وأدت فرقة الأصايل التي جاءت من داخل الأراضي المحتلة خصيصا للمشاركة في هذا المهرجان العديد من الدبكات والرقصات المفعمة بالحيوية والحماسة، والتي باتت شكلا مميزا من أشكال المقاومة وطريقة للتعبير عن الموروث الشعبي وحياة الفلسطينيين وتطلعاتهم.
وحظي الأطفال خلال المهرجان باهتمام خاص من قبل المنظمين، حيث خصصت لهم مساحة واسعة للعب والمرح وفقرة ترفيهية تضمنت مسابقات وتوزيع جوائز، وذلك بهدف توريثهم قيم الارتباط بالأرض والتمسك بالهوية الفلسطينية.