التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

دراسات مختارة

قراءة في التطبيع/التحالف الإماراتي والبحريني مع إسرائيل

قراءة في التطبيع/ التحالف الإماراتي البحريني مع اسرائيل

 

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن سلسلة تقدير موقف دراسة قصيرة بعنوان "قراءة في التطبيع /التحالف الإماراتي البحريني مع اسرائيل تناولت الدراسة محورين أولهما هو: التكيف القانوني للاتفاقيتين، وثانيهما هو: الاطار العام للاتفاقيتين.

 

  المحور الأول: التكيف القانوني للاتفاقيتين:

 

ترى الدراسة بأنه تم صياغة الاتفاقيتين اللتين وقعتا في البيت الأبيض بتاريخ 15 أيلول /سبتمبر 2020  بوصف كل منهما معاهدة سلام؛ وذلك لا عطائهما صبغة أكثر جدية ولضمان استمراريتهما، والالتزام بما جاء فيهما حيث تشير الدراسة إلى أن هذه الصياغة كانت مطلبا اسرائيليا حيث أطلق على الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي (معاهدة سلام ) في حين أطلق على الاتفاق الموقع مع البحرين (اعلان نوايا لصنع  السلام) إذ لم يكن هنالك وقت كاف لصياغة معاهدة سلام أكثر تفصيلا.  

 

المحور الثاني: الاطار العام للاتفاقيتين :

 

يتناول هذا المحور الشكل العام للعلاقة بين الأطراف الثلاثة الموقعة على الاتفاقيات خلال المرحلة القادمة على النحو التالي:

 

1- علاقة التحالف:

حيث يشكل الاتفاق الموقع في أساسه تحالفا بين الدول الموقعة عليه، واسرائيل مع الأخذ بعين الاعتبار دولا أخرى ستنضم لهذا التحالف لاحقا، وقد تم تحديد أهداف هذا التحالف بما يلي:

  • حصر مصادر التهديد في المنطقة بإيران، وتركيا، والحركات الاسلامية.
  • توسيع نفوذ هذا التحالف في البحر الأبيض المتوسط، و البحر الأحمر، والخليج العربي، والتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى و/أو التأثير بها لصالح من يمثله هذا التحالف.
  • العمل معا في الساحة الأمريكية لضمان عدم تكرار حالة مثل أوباما.
  • التنسيق ضد خطر أي تحولات إقليمية في المنطقة بحجة الحفاظ على الأمن و الاستقرار.

وضمن هذا السياق يمكن فهم ما سعت إليه إدارة ترامب منذ عام 2018 لإنشاء مشروع (الشرق الأوسط الاستراتيجي) (MESA) والذي يضم دول الخليج بالإضافة إلى مصر، والأردن لمواجهة إيران، والجماعات التي تعتبرها واشنطن متطرفة، وذلك تمهيدا لانسحاب أمريكا من المنطقة بعد أن تترك وكيلا لها يضمن مصالحها بتكاليف أقل من خلال تزويد هذا الحليف بالإمكانات اللازمة لضمان ذلك. وتذهب الدراسة إلى أن الخلاف الخليجي الخليجي ممثلا بحصار قطر قد عرقل قيام هذا المشروع آنيا إلا أن الولايات المتحدة ومعها بعض دول الخليج واسرائيل لازالت ماضية فيه مستدلة على ذلك بمجموعة من الخطابات لكل من (ترامب) و وزير خارجيته (بومبيو) ، و وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد ، و وزير داخلية البحرين راشد بن عبدالله آل خليفة.

 

2- تطبيع شامل

وفقا للمعاهدة الموقعة بين اسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة فإن التعاون سيشمل جميع المجالات: الاستثمار، والطيران، والمياه، والطاقة، والسياحة، والصحة، والبيئة ، والاتصالات، والزراعة، والأمن، والتكنولوجيا، والعلوم، والفضاء، وستلحق البحرين بهذا الاتفاق .

 

3- حل الدولتين في الكلام لافي النص

لم يشر نص الاتفاق على حل الدولتين كأساس لاتفاق السلام بين الفلسطينيين، واسرائيل خلافا للتصريحات المعلنة لكل من وزير الخارجية الاماراتي، والبحريني عند التوقيع، وانما جاء النص بصيغة مبهمة تشير إلى " ايجاد حل سلمي بين للصراع الفلسطيني –الاسرائيلي بما يحقق حاجات، وتطلعات الشعبين" حيث تم استعارة هذا النص من صياغة صفقة القرن دون الاشارة إلى أي مرجعيات كالقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة. بل تذهب هذه الاتفاقية بعيدا وفقا للدراسة بحيث تضع شروطا على الفلسطينيين لإقامة أي شكل من أشكال الحكم المستقل هذه الشروط تمثل تنازلات جوهرية في قضايا الصراع المركزية مثل السيادة، والأرض، والحدود، والقدس، واللاجئين والأمن، والمياه، والمستوطنات، وطبيعة التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية المفترضة.

 

4- غموضا بشأن قرار الضم

لم يرد نص واضح وصريح، أو حتى ملتبس في الاتفاقية  يشير إلى وقف ضم أراضي الضفة الغربية لا من قريب، ولا بعيد، وكل ما ورد بهذا الشأن هو التصريح الصحفي لوزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد بشأن وقف الضم وقد استدركت اسرائيل ذلك بتوضيح أن ما تم الاتفاق عليه هو تجميد مؤقت للضم، وليس وقفه نهائيا كما أن ترامب لم يقدم أي تصريح واضح بهذا الشأن.

 

5- وضع المقدسات الاسلامية

توقيع الاتفاق مع اسرائيل في ظل اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها ودعوة ترامب العرب، والمسلمين لزيارة المواقع التاريخية الاسرائيلية بعد اتفاقية السلام مع الإمارات، والبحرين يشير بما لا يحتمل مجالا للشك بأن الإمارات والبحرين اعترفتا ضمنيا بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل.

 

 

الخاتمة:

تخلص الدراسة إلى أن الاتفاق الاماراتي والبحريني مع اسرائيل يعد تحولا جيوسياسيا عميقا في المنطقة ، يقوم على تطبيع وجود اسرائيل وتقبل دورها في المنطقة، واعادة تشكيل وعي المنطقة وثقافتها بما يسمح بدمج اسرائيل فيها دون أي تغيير في سلوكها أو سياساتها تجاه الفلسطينيين، ويشير التخلي الرسمي العربي عن القضية الفلسطينية والمتمثل برفض جامعة الدول العربية إدانة التطبيع الإماراتي مع إسرائيل وخروجها على المبادرة العربية للسلام إلى أن الاعتماد بات كليا على الشعب الفلسطيني وصلابة إرادته في المقاومة، وأيضًا على رفض الشعوب العربية وإفشالها أشكال التطبيع كافة مع إسرائيل، ليزيد ذلك من عمق الهوة التي باتت تفصل بين الشعوب العربية وأنظمتها الحاكمة.

 


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.