التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

كتب

من يجرؤ على الكلام : الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الصهيوني

كتاب من يجرؤ على الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الصهيوني لسيناتور "بول فندلي" والذي رأى النور لأول مرة عام 1985م ولاقى إقبالا شديدا في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص و باقي الدول حتى احتل صدارة الكتب الأكثر مبيعا في أمريكا لفترات طويلة وقد أقبل عليه المجتمع الأمريكي بشغف كبير وفي العالم العربي صدر مترجما عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر وطبع ثمانية عشر طبعة حتى عام 2018م.

 لقد مثل هذا الكتاب صرخة في فراغ وصوتا جريئا في الحديث عن المسكوت عنه في المجتمع السياسي للولايات المتحدة الأمريكية أطلقها عضو في الكونغرس الأمريكي ورجل عمل في السياسة لأكثر من عشرين عاما واجه فيها أذرع اللوبي الصهيوني واشتبك معها ولذلك فقد اختار عنوان كتابه بعناية فائقة تعكس محتواه.

يتكون الكتاب من اثني عشر فصلا حملت العناوين التالية:

الفصل الأول: عضو في الكونجرس من أوساط الغرب يتعرف على الشرق الأوسط.

الفصل الثاني: ملك الكابيتول هيل.

الفصل الثالث: كبت صوت العقل.

الفصل الرابع: هيئة التشاور لا تتشاور.

الفصل الخامس: اللوبي والمكتب البيضوي.

الفصل السادس: اختراق دفاعات وزارتي الدفاع والخارجية.

الفصل السابع: هجوم على الهجوم.

الفصل الثامن: تخريب الحريات الأكاديمية.

الفصل التاسع: تمهيد الطريق للمخلص.

الفصل العاشر: اليهود ليسوا جميعا ملتزمين.

الفصل الحادي عشر: ذر بذور الكارثة.

الفصل الثاني عشر: ما هو ثمن إسرائيل؟

 

ما يميز هذا الكتاب ليس أنه أول كتاب يتحدث عن حجم نفوذ اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وتأثير هذا اللوبي على القرار الأمريكي بل أنه؛ وبحكم تجربة مؤلفه الثرية في ميدان السياسة احتوى على كم هائل من البيانات وأورد أمثلة واقعية لحجم هذا النفوذ وخطره ناقش منها عشرين مثلا من الأمثلة البارزة على سلوك ايباك (اللجنة الاميركية الاسرائيلية للشؤون العامة) ونتائج ممارساتها داخل المجتمع الأمريكي، كما تضمن الكتاب بالإضافة إلى ذلك شهادات لعدد من الشخصيات الكبيرة مثل وليم فولبرايت، وفيليب كلوتزنك، وجورج بول، وزبجنيو بريجنسكي وجيسي جاكسون وكثيرين غيرهم ممن قبلوا تسجيل ما صدر عنهم.

يكشف هذا الكتاب بالأدلة والوقائع اللثام عن تأثير اللوبي الصهيوني على سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وسبب انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل حتى على حساب المصالح الأمريكية في المنطقة.

يعد فندلي من السياسيين المناصرين لحقوق الفلسطينيين في الكونغرس وقد شن اللوبي الصهيوني عليه حربا شعواء حتى خسر مقعده بسبب أفكاره ومطالبته بالعدالة للفلسطينيين وذلك على الرغم من أنه لم يكن معاديا لإسرائيل وأنه وفقا لما أورده في كتابه سوط لصالح الكثير من القرارات التي دعمت إسرائيل  من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والانسانية لكنه في المقابل طالب بالالتفات للفلسطينيين وعدم التعامل معهم على أساس من كونهم إرهابيين ....ما لم يغفروه له   

لقد كشف كتاب من يجرؤ على الكلام بشكل محدد الأشخاص واللوبيات الصهيونية و اللوبيات المتحالفة معها وحدد مواقعهم سواء في البنتاغون أم في وسائل الإعلام أم في الاقتصاد وفي  مواقع أخرى كثيرة وحساسة كما كشف عن الطريقة التي يمارسون فيها ضغوطهم على صانع القرار الأمريكي .

استهل فندلي كتابه بالكشف عن جذور الحالة التي وصلت إليها أمريكا والمتمثلة بالانحياز السافر لإسرائيل دون أي خجل أو مراعاة للقيم التي تدعي أنها ترعاها فقال: " بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بفترة وجيزة، شرعت مجموعة صغيرة من أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة في استجماع قواها وتنظيم صفوفها، لتعمل بدرجة من الالتزام والانضباط جعلتها تنجح في وضع حد للنقاش المفتوح والحر في أمريكا كلما تعلق الموضوع بمسائل الشرق الأوسط. كان الهدف الأول لهؤلاء الأنصار ضمان حصول دولة إسرائيل على تأييد واسع وراسخ وغير مشروط، ودعم أعمى في نهاية المطاف من الحكومة الأمريكية. وفي سعيهم إلى هذا الهدف فرض هؤلاء موقفا شديد التحيز ضد العرب والمسلمين ، في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط..."

وتحت عنوان (موسم صيد الفلسطينيين) في مقدمة الطبعة التاسعة عشر كتب "فندلي":

" في عام 2001 سارعت إسرائيل إلى تأييد حرب الرئيس بوش على الإرهاب فيما أثنى الكونغرس على الحرب ضد الفلسطينيين مسلما بالحجة المخادعة التي ساقها رئيس الحكومة الإسرائيلية "آريل شارون" والتي تزعم أن اجتثاث الإرهابيين من المناطق المحتلة جزء أساسي من حملة بوش العسكرية في أنحاء العالم" .

في رحلة طويلة امتدت إلى 600 صفحة من القطع المتوسط صحبنا فندلي في رحلة مثيرة عبر دهاليز اللوبي الصهيوني التي اكتشفها والتي يجزم بأنها تمثل جزء بسيطا من جبل الجليد ابتدأ في هذه الرحلة من  دخوله إلى منطقة الشرق الأوسط واكتشافه لحجم التزوير والتزييف في الأفكار التي حملها عن الشرق الأوسط وسكانه كغيره من الأمريكيين ، ومر في هذه الرحلة على عدة محطات كان من بينها  مؤسسات اتخاذ القرار في الولايات المتحدة موضحا كيف سيطر اللوبي الصهيوني عليها وتوقف هنا وهناك ليعرض لنا مشاهد لمواقف زعماء عرب وغربيين ممن ظهرت صورهم على الغلاف الخارجي للكتاب بصيغته العربية مسقطا الضوء على علاقته الوطيدة ببعضهم مثل ياسر عرفات والملك حسين والرئيس اليمني على عبدالله الصالح والرئيس السوري حافظ الأسد والمصري محمد أنور السادات .

تحت عنوان "كبت صوت العقل" أورد فندلي العديد من الأمثلة على القرارات التي أجبر اللوبي الصهيوني الكونغرس الأمريكي على اتخاذها والتي كانت تتناقض والمبادئ التي تدعي الولايات المتحدة الأمريكية أنها القيمة عليها.

توقف "فندلي" عند حادثة السفينة الحربية الأمريكية(ليبرتي) معتبرا أنها حادثة كاشفة فاضحة للدور الصهيوني في السياسة والرأي العام الأمريكي حيث هاجمت قوات إسرائيلية عام 1967 السفينة الأمريكية (ليبرتي) وقتلت 37 من البحارة الأمريكيين مع علمها التام بهوية السفينة ومن عليها كما أثبت التحقيق وبالرغم من ذلك لم يتحدث أحد في أمريكا عن هذه الحادثة.

وفي النهاية ختم فندلي الجزء الأخير من كتابه بإقرار الحقيقة التالية" منذ تأسيس إسرائيل عام 1948م عامل الحكم الإسرائيلي الفلسطينيين كبشر دونيين لإسرائيل الحق في إخضاعهم حتى إن رئيسة الحكومة الإسرائيلية "غولدا مائير" أنكرت منذ سنين طويلة وجود جنسية فلسطينية...قائلة بأن إسرائيل أنشأت عام 1948م على (أرض بلا شعب) وهي الفكرة الزائفة التي أبقيت منذ ذلك الوقت حية في الكتب المدرسية الإسرائيلية..."  

 

 

 

 

 

 


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.