التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

ندواتنا

الخيار الفلسطيني في مواجهة الخيار الأمريكي /الاسرائيلي للضم

الخيار الفلسطيني في مواجهة الخيار الأمريكي/الاسرائيلي للضم والدور العربي المطلوب

لقاء مع الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

بمناسبة مرور 53 عاما على ذكرى نكسة حزيران 1967م، ولاستشراف مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء التحديات المصيرية التي تواجهها، والمتمثلة في ما بات يعرف بصفقة القرن، و في ظل إدارة أمريكية منحازة بشكل استثنائي لاسرائيل.  استضاف منتدى التفكير العربي من مقره في لندن ممثلا برئيسه الأستاذ محمد أمين. الدكتور صائب عريقات أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين الفلسطينين سابقا لمحاولة التعرف على استراتيجيات منظمة التحرير الفلسطينية الحالية، والمستقبلية لبعث المشروع الوطني الفلسطيني، ولاستيضاح موقف المنظمة، والسلطة الوطنية الفلسطينية إزاء التداعيات الأخيرة لصفقة القرن، والمتجسدة بإعلان (بنيامين نيتنياهو)  عن نيته ضم الضفة، والأغوار، وذلك في ضوء استمرار الانقسام الفلسطيني، وتصدع الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية. إذ أصدر الدكتور صائب عريقات بوصفه أمينا عاما للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية -في وقت سابق لهذا اللقاء - بيانا جاء فيه: "أن القيادة الفلسطينية اتخذت جملة من القرارات التي ستجعل الاحتلال الاسرائيلي يدفع ثمنا باهضا عن هذه القرارات التي اتخذها.

الخيارات الأمريكية/الاسرائيلية والخيارات الفلسطينية

أولا: الخيار الاسرائيلي/الأمريكي

أوضح الدكتور  صائب عريقات ؛ أنه لايوجد ثم خيارات، أو بدائل اسرائيلية/أمريكية ، وإنما هناك خيار أمريكي/ إسرائيلي واحد ؛ يتمثل بضم 100% من الضفة الغربية مع قطاع غزة، مبرهنا على ذلك بما جاء في القسم السابع من خطة  (السلام من أجل  الازدهار)... والتي اشتهرت ( بصفقة القرن) حيث ينص على أن الأرض من النهر إلى البحر ستكون تحت السيطرة، و السيادة الاسرائيلية الأمنية  الكاملة، و أن الأرض جميعها هي أرض الشعب اليهودي التاريخية؛  مما يعني برأي الدكتور صائب عريقات اسقاط الرواية العربية، والتاريخ العربي، والتاريخ الاسلامي، والتاريخ المسيحي، وكل ما إلى ذلك.   وبحيث تبقى الأجواء، والمعابر الدولية، والمياه الإقليمية تحت السيادة الاسرائيلية، مع الضم العملي لغور الأردن،والمستوطنات، والبحر الميت، والقدس الغربية، والقدس الشرقية، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، كما كشف عن أنه بالاضافة إلى ذلك فسيتم تغير اسم الحرم القدسي الشريف ليصبح الحرم القدسي الشريف / (Temple Mount) أو المعبد.  

  وعليه يرى الدكتور صائب عريقات  بأن الادارتين الاسرائيلية، و الأمريكية اختارتا أن لاتستندا إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي،  وأن تدفنا خيار الدولتين لصالح خيار الدولة الواحدة بنظامين (One state two systems) أي  الأبارتهايد (Apartheid) ضاربتا عرض الحائط بالقانون الدولي، والشرعية الدولية، والاتفاقات المبرمة مع الفلسطينين.  

   كما بين الدكتور صائب عريقات بأن (بنيامين نتنياهو) يعتمد على استراتيجيته تقوم على ثلاث ركائز في إدارته حددها على النحو التالي:

  • أولا: إيجاد سلطة فلسطينية دون أي سلطة؛ وذلك بتغير وظيفة السلطة من سلطة وجدت في الأساس لتنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، إلى سلطة تقدم خدمات في مجال الرواتب، والأمن....وإلى غير ذلك.  

  • ثانيا:  إيجاد احتلال دون تكلفة، موضحا أن التكلفة هنا لاتعني التكلفة المتمثلة بالمقاومة المسلحة؛ بل حتى تلك التكلفة التي تترتب على الانتقاد الشفوي، أو الذهاب إلى الجمعية العامة، أو الذهاب إلى مجلس الأمن، أو الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية( محكمة العدل الدولية)، أو مجلس حقوق الانسان. 

  • ثالثا:  ابقاء قطاع غزة خارج اطار الفضاء الفلسطيني، وذلك باستمرار عملية الانقسام.

  • رابعا: دفن مشروع  الدولة الفلسطينية، و المشروع الوطني الفلسطيني.

ثانيا: الخيار الفلسطيني

أكد الدكتور صائب عريقات أنه إزاء الخيار الاسرائيلي/الأمريكي السابق لايوجد أمام القايدة الفلسطينية سوى خيار واحد؛ وهو رفض هذا الطرح جملة، وتفصيلا، والصمود على هذه الأرض، واجبار إسرائيل على دفع ثمن احتلالها؛موضحا أنه مادام  الاحتلال قائما وما لم يتحقيق استقلال دولة فلسطين السيدة ذات السيادة، ناجزة الاستقلال، على حدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية. فلن يكون هناك سلام لأحد.  وأي تساوق مع سلطة الاحتلال الاسرائيلي، أو مع الادارة الأمريكية بهذا الشأن سيجعل من يفعل هذا جزءا منه.

وقد حدد الدكتور صائب عريقات بعض الاجراءات التي قامتا بها السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية،            و كذلك التي تنويان القيام بها ، ومن شأنها تحميل اسرائيل تكلفة هذا الاحتلال بالتالي:

  • أولا : الغاء جميع الاتفاقات، والتفاهمات بما فيها الالتزامات الأمنية، مع الجانب الاسرائيلي، والجانب الأمريكي مؤكدا على ذلك من موقعه الرسمي، ورافضا أي تشكيك في هذه الخطوة من بعض المتصيدين الذين أسماهم بـ (fault finders)، من الذين دأبوا –حسب وصفه- على التشكيك في السلطة الوطنية الفلسطينية، لأغراضهم الخاصة، والذين يرون أن وجود السلطة يتعارض مع أجنداتهم.

  • ثانيا: ايقاف التنسيق المدني.

  • ثالثا: ايقاف أي اتصال مع الادارة الأمريكية الحالية قاصدا بذلك إدارة الرئيس (دونالد ترامب) بينما يتواصل الاتصال مع باقي المؤسسات الأمريكية مثل مجلس الشيوخ، ومؤسسات المجتمع المدني.

 

وقد دلل الدكتور صائب عريقات على وقف العمل بأي اتفاقات مع الجانب الاسرائيلي برفض استلام أموال المقاصة التي تعود للشعب الفلسطيني؛ بسبب ايقاف العمل باتفاقية باريس الخاصة بهذا الشأن. ولارسال رسالة واضحة إلى إسرائيل: بأنه في حال اقدامها  على الضم فستتحمل المسؤولية كاملة من النهر إلى البحر .

 

وفيما يتعلق بتأثر الشعب الفلسطيني بهذه الاجراءات إذ تسيطر اسرائيل على كافة المعابر، والحدود ما يقتضي بالضرورة التنسيق المدني معها من قبل السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بحركة الأفراد، والبضائع فقد أبدى الدكتور صائب عريقات تفهما كبيرا تجاه ما يمكن أن يطرح من أسئلة مشروعة بهذا الشأن؛ والتي تتعلق  بمعاناة المطرين من أبناء الشعب الفلسطيني للسفر بداعي العلاج، أو الدراسة، أو التجارة  لكنه في الوقت نفسه رفض اختزال دور السلطة الوطنية الفلسطينية، أو منظمة التحرير الفلسطينية، أو أي فصيل فلسطيني بهذه المهام داعيا من يرون بأنه لا ضير في الاتصال مع الجانب الاسرائيلي لذلك الغرض إلى مراجعة هذا الادعاء ، والتفكير فيه مليا مؤكدا على أنهم سيشعرون بالخجل ازاء ذلك؛  إذ أن العمل الفلسطيني -في رأيه- وجد من أجل اعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا لا للاطلاع بهذه المهام فقط.

 

وحول امكانية أن تكون المقاومة المسلحة احدى الخيارت التي يمكن لمنظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية التفكير فيها مستقبلا كما فعل  سابقا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد عودته من مفاوضات (واي ريفر) عام 2004 بقناعة مفادها أنه لايمكن التوصل مع الطرف الاسرائيلي إلى اتفاق يفضي إلى اقامة دولة فلسطينية ناجزة السيادة على حدود السابع والستين عاصمتها القدس الشرقية حيث أطلق يد المقاومة المسلحة للرد على العدوان الاسرائيلي، فقد بين الدكتور صائب عريقات أن الشعب الفلسطيني، واقع تحت الاحتلال؛ وعليه فإنه يمتلك الشرعية في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة تاركا لمن يرغب- وفقا لتعبيره- انتقاء العبارة المناسبة لتعريف ذلك، ومشيرا إلى أن  المقاومة تأخذ أشكالا عدة؛ معتبرا المدارس الفلسطينية مقاومة،والجامعات الفلسطينية مقاومة، وكذلك المساجد، والكنائس، والمؤسسات الوطنية الفلسطينية،والبقاء على أرض فلسطين بحد ذاته - في رأيه -يعد مقاومة . كما أوضح الدكتور صائب عريقات أن ما قام به الرئيس الراحل ياسر عرفات يندرج تحت وصف الدفاع عن النفس فقد كان محاصرا ومستهدفا.

 

وبخصوص تبعات الاجراءات التي قامت بها السلطة الفلسطينية في سياق الرد على صفقة القرن وتبعاتها، وما إذا كانت السلطة قادرة على تحمل هذه التبعات، بين الدكتور  صائب عريقات أن هنالك اجراءات أمريكية، وأخرى اسرائيلية  ترتبت على هذا الموقف الصلب للقيادة ، والشعب الفلسطيني؛ ففيما يتعلق بالادارة الأمريكية فقد عمدت إلى حرمان الشعب الفلسطيني مما قيمته ( 844 مليون دولار) من المساعدات، كان يخصص جزء منها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، فيما  يخصص جزء آخر  للانفاق على البنى التحتية مثل: انشاء المستشفيات، وشق الطرق، ...وغير ذلك.  أما بالنسبة لرد الفعل الإسرائيلي على رفض الفلسطينين لصفقة القرن فلم يستبعد الدكتور صائب عريقات قيام اسرائيل بأي عدوان على الشعب الفلسطيني؛ مذكرا بما فعلته سابقا بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عندما حاصرته، وقصفت أجزاء من مقره ، ومن ثم قامت باغتياله.  ومبينا أن اسرائيل تمارس الحصار ،والاغلاق بشكل يومي، وأنه لايوجد مدينة، أومخيم، أوقرية  في الضفة، وقطاع غزة، والقدس الا وعلى مداخلها إما كتل اسمنتية، أو حواجز حديدية، حيث أحالت المناطق الفلسطينية إلى سجون صغيرة ،هذا فضلا عن استخدامها للمواد الغذائية، والدوائية،  والوقود كسيوف مسلطة على رقبة الشعب الفلسطيني، هذا فضلا عن قيامها بالاغتيلات الميدانية، والسجن، والابعاد ، بحق أبناء الشعب الفلسطيني .لكنه أكد في الوقت نفسه أن القيادة الفلسطينية، و الشعب الفلسطيني على أتم الاستعداد لتحمل هذه التبعات ومواجهة كل ذلك، وأن هذا لن يزيدهم إلا إصرارا على موقفهم الرافض لصفقة القرن ؛مستشهدا بقول الرئيس محمود عباس : أن القدس، والحدود، والمستوطنات ليست للبيع،  ولا يمكن التعامل معها بطريقة سماسرة العقارات في (نييورك).

 

وفي السياق نفسه أشار الدكتور صائب عريقات إلى أن السلطة الفلسطينية طلبت من الدول العربية، والاسلامية المقتدرة توفير شبكة أمان مالي إما على شكل مساعدات، أو على شكل قروض آجلة الدفع  لتتمكن من تسير الحياة اليومية للشعب الفلسطيني .

 

 

الحاضنة العربية والدولية

 

أكد الدكتور صائب عريقات أن القضية الفلسطينية هي أولا: قضية عربية بامتياز؛ مبرهنا على ذلك باحتضان أرض فلسطين رفاة الشهداء العرب من المحيط إلى الخليج بلا استثناء،  وثانيا: هي قضية عالمية يناصرها كل انسان حر  في العالم؛ يرى فيها الفلسطيني يقف وقفت عزة وشرف. مدافعا عن حقه في الحياة الكريمة موظفا في سبيل ذلك أبسط الامكانات ، وقد بين الدكتور صائب عريقات الموقف من الحاضنتين: العربية، والدولية على النحو التالي:

 

أولا: الحاضنة العربية :

يجزم الدكتور صائب عريقات بأنه لايمكن لأي انسان عربي مهما كانت مصالحه أن يتماهى مع المشروع الصهيوني في المنطقة، وأن يقبل بصفقة القرن، وأنه وفقا لعلمه فقد حاولت اسرائيل استغلال الصراعات العربية العربية لاقامة علاقات مع بعض الدول العربية بالقفز على الحق الفلسطيني، وقد رفضت جميع الدول العربية، بلا استثناء اقامة أي علاقات رسمية مع اسرائيل قبل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

أما فيما يتعلق ببعض الدول التي حضرت مؤتمر البحرين، أو المؤتمر الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) عن (صفقة القرن) فقد أكد الدكتور صائب عريقات على أن الحضور بحد ذاته لا يعني الموافقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه أجرى اتصالات مع جميع وزراء الخارجية العرب بما فيهم الدول العربية التي حضر سفراؤها أو مندوبوها هذه المؤتمرات، وحصل منهم على تأكيدات بأن موقفهم الرسمي هو رفض صفقة القرن؛ عازياحضورهم إلى الطريقة التي تتعامل بها الادارة الأمريكية الحالية مع الدول التي ترتبط مصلحتها بالولايات المتحدة بشكل عام حيث تستخدم إدارة الرئيس (ترامب)المصالح لابتزاز الدول كما تستغل الصراعات بينها لتحقيق مآربها فتعمد إلى  توظيف بعض الدول كـBulldog)) -حسب وصفه- لإرهاب دول أخرى، واجبارها على الخضوع لرغباتها ، وهذا-في رأيه-  ينطلق من مبدأ أو عقيدة (Doctrine)  لدى (ترامب) تقول بأن : " الدول وجدت لتكون قوية أو لتجد دولا قوية تحميها بالثمن المناسب".    معتبرا أن حضور بعض الدول العربية للمؤتمر الذي أعلنت فيه صفقة القرن  في الوقت نفسه غير مبرر وغير مقبول،ويعود لحسابات ضيقة، و قصيرة النظر  فضلا عن كونه يمثل رضوخا للضغوط الأمريكية، وأن التاريخ وحده هو من سيحاسب تلك الدول التي أرسلت سفراءها لحضور مؤتمر يعلن فيه أن أرض فلسطين من النهر إلى البحر هي أرض الشعب اليهودي التاريخية، وأن القدس بالمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة هي عاصمة لاسرائيل، وأن المسجد الأقصى أصبح اسمه المسجد الأقصى/المعبد .

أما فيما يتعلق بوجود بعض الأصوات العربية التي تستغل منصات التواصل الاجتماعي  للاساءة للفلسطينين، ولكيل الاتهامات لهم؛ مرة باتهامهم بتفويت فرصة حل القضية الفلسطينية،ومرة أخرى بأنهم باعوا أرضهم، وبأنهم أول من قام بالتطبيع مع اسرائيل. ...وإلى غير ذلك من الاتهامات الجارحة، فقد بين الدكتور صائب عريقات أن هذه أصوات نشاز  لاتمثل الشارع العربي، وهي تقوم بذلك إما عن جهالة؛ وبالتالي لابد من توعيتها، وتوجيهها. وإما عن قصد بهدف ممارسة الضغوط على الفلسطينين، وتجريدهم من تعاطف الشعوب العربية، والاسلاميةمعهم تمهيدا للتطبيع مع اسرائيل،وبالتالي يرى الدكتور  عريقات بأنه لابد من مواجهة مثل هذه الأصوات، واستئصالها معبرا -في السياق نفسه- عن افتخاره بأنه عربي، فلسطيني، ولد لأم، وأب فلسطينيين، ويعيش في مدينة عمرها (11000 سنة) ولا زالت مستمرة عبر التاريخ، مؤمنا بأن اختيار الله للشعب الفلسطيني للدفاع عن مقدساته، وعن هذه الأرض الطاهرة التي خصهم بها ،هو تكريم لهم.  

كما أوضح أنه بالرغم  من كل المعاناة التي يعيشها الفلسطيني، وممن، وصفهم بأصحاب الجهالة الذين يوجهون أصابع الاتهام للبيوت الفلسطينية، التي لايخلو بيت من بيوتها من شهيد، أوأسير ،أو جريح.  ويشككون بهذا الشعب العظيم... الصامد... إلا أن الشعب الفلسطيني يقف عاري الصدر أمام أعتى قوتين عسكريتين في المنطقة؛ وهما: سلطة الاحتلال الاسرائيلي،                         و الولايات المتحدة الأمريكية؛ معتبرا أنه من العار  أن يخرج نفر ينطق بلغة الضاض لتشكيك في هؤلاء الذين يودعون أبناءهم، وبناتهم،وزوجاتهم، وأزواجهم، وأحفادهم كشهداء وجرحى وأسرى في كل وقت. وقد فند الدكتور صائب عريقات الادعاء بأن الفلسطينين هم المسؤولون عن اطالة أمد معاناتهم متهكما على هذا القول من خلال نفي أن يكون الفلسطيني السبب في منع الجيوش العربية الجرارة من تحرير فلسطين، أو أن الفلسطينين هم  من سلبوا هذه الجيوش سلاحها،ومنحوه للعدو . ومؤكدا في الوقت نفسه أن الفلسطيني لم يترك بابا يفضي إلى اقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية إلا وطرقه؛ مبينا أن سلوك الفلسطينين طريق المفاوضات في ظل الشرعية الدولية، والقانون الدولي لاقامة دولتهم كان لهذا السبب.

أما فيما يتعلق بتبرير البعض اقامتهم  علاقات مع اسرائيل  بادعائهم أن الفلسطينين هم أول من قام بذلك،  فقد أكد  الدكتور صائب عريقات أن هذا الطرح يعوزه المنطق مستنكرا المقاربة بين العلاقات القصرية للفلسطينين مع اسرائيل بوصفهم شعب واقع تحت الاحتلال الاسرائيلي يجد نفسه مرغما على التعامل مع هذا الواقع لتسير أمور حياته اليومية، وبين العلاقات الاختيارية التي يدعوا لها البعض ممن لاعلاقة لهم باسرائيل من قريب أو بعيد. مذكرا بالمبادرة العربية التي قبل بها الفلسطينيون، وتبنتها الدول العربية، والتي تشترط انسحاب اسرائيل  من الأراضي التي احتلت عام 1967، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. كشرط أساسي  لإقامة الدول العربية علاقات طبيعية مع اسرائيل؛ متهما من يقفز على هذه الشروط بطعن الفلسطينين في ظهرهم، و داعيا -في الوقت نفسه- الأنظمة التي تسعى لاقامة علاقات مع اسرائيل إلى اعلان ذلك على الملأ عبر تلفزيونها الرسمي، وأن لا تستمرأ خداع الشعب الفلسطيني بادعاء مساندتها له، مأكدا أن فلسطين، والقدس لن تكون قرابيين تقدم في معابد اللؤم، والتمحور السياسي، في المنطقة. رافضا الخلط بين استخدام فلسطين، وخدمة فلسطين. ومأكدا خطأ بعض الأنظمة التي تعتقد أن تقاربها مع اسرائيل يمكن أن يخدم مصالحها  لدى الادارة الأمريكية، معتبرا الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) شخصية لايمكن الوثوق بها؛مشيرا في هذا السياق  إلى أن  القيادة الفلسطينية خلصت لهذه النتيجة بعد أكثر من (37) لقاء جمعها بالرئيس (ترامب)، وفريقه الاداري؛ ومدللا على ذلك بطرد(ترامب)سبعة وستون موظفا ساميا من البيت الأبيض خلال وقت قصير من رئاسته بسبب مخالفتهم له في الرأي، مضيفا إلى ذلك ما تشهده المدن الأمريكية من اطرابات اثر سياساته العشوائية.  كذلك دعى الدكتور صائب عريقات الأنظمة التي تسعى إلى تقديم أوراق اعتمادها للادارة الأمريكية إلى أن تراجع حساباتها في ظل التغيرات التي يشهدها العالم، وتشهدها المنطقة؛ آخذين بعين الاعتبار  امكاناتهم، وقدراتهم مستندا في هذه الدعوة إلى الاحصاءات الاقتصادية للعام 2019 و التي كشفت وفقا للدكتور صائب عريقات هشاشة الوضع العربي حيث تفوق الاقتصاد الفرنسي وحده على اقتصادات الدول العربية مجتمعه؛ ما يعني وفقا للدكتور صائب عريقات أن الدول العربية الحلقة الأضعف في أي معادلة، وأن الولايات المتحدة لن تكون مستعدة للمخاطرة بمصالحها في سبيلهم، وكذلك أوروبا التي باتت تعتمد على 60% من حاجتها للبترول على روسيا لم تعد تكترث هي الأخرى بشؤون المنطقة كما كانت سابقا. و في المقابل ومن وجهة نظر الدكتور صائب عريقات فهناك دول أخرى بدأت تفرض نفسها بقوة على المنطقة مثل روسيا التي لم تعد أي قوة قادرة على التحرك في سوريا دون التنسيق معها، وكذلك الصين التي تعتمد بما نسبته 70% من حاجتها للبترول على العرب ما يجعلها أكثر اهتماما باستقرار المنطقة،  في ضوء ذلك يرى الدكتور صائب عريقات أنه أصبح لزاما على العرب اعادة تشكيل تحالفاتهم آخذين بعين الاعتبار مصالحهم الاستراتيجية.

 

ثانيا: الحاضنة الدولية :

 

أشار الدكتور صائب عريقات إلى أن السلطة الفلسطينية، و منظمة التحرير الفلسطينية تسعى إلى بناء أكبر ائتلاف دولي من دول العالم قاطبة، والتي أبدت مواقفا ايجابية تجاه القضية الفلسطينية، وكذلك من المنظمات، والهيئات العالمية ، والتحالفات الدولية مثل:  الاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوروبي ،ودول أمريكا اللاتينية، والكاريبي، ومجموعةعدم الانحياز ، وتحالف  77 زائد الصين ، و منظمة التعاون الاسلامي؛ مذكرا بأنه من أصل (194دولة) عضوا في الأمم المتحدة لم يؤيد صفقة القرن سوى دولتان هما: اسرائيل، وأمريكا، فيما طالبت باقي الدول بالاحتكام إلى الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية ما يعني أنها نسفت صفقة القرن من أساسها. 

 

المصالحة الوطنية الفلسطينية

 

فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية الفلسطينية فقد جددالدكتور صائب عريقات دعوته لحركة حماس إلى تجاوز كل آثار الماضي، وتحقيق شراكة سياسية كاملة، و حقيقية على أسس وطنية يقف على رأسها رفض صفقة القرن مطالبا حركة حماس بتنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها بهذا الشأن، والتي وافقت عليها جميع الفصائل الفلسطينية، واعلان انهاء الانقسام،  وتسليم الوزارات، والمؤسسات إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وصولا إلى صندوق الانتخابات كما تم الاتفاق عليه سابقا معتبرا حركة حماس جزء لايتجزأ من الشعب الفلسطيني، ومن النسيج الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي الفلسطيني.

كما  استهجن الدكتور صائب عريقات استمرار حالة الانقسام باعتبارها أحد الركائز التي تقوم عليها صفقة القرن من جهة؛ ومن جهة أخرى أن كل ذرائع الانقسام انتهت فلم يعد هناك تنسيق أمني ، ولا مفاوضات، وقد تم قطع العلاقات بشكل نهائي مع اسرائيل، ومع الادارة الأمريكية الراهنة، وتبني نهج المقاومة بكل السبل، مشيرا إلى أنه لم يتم مطالبة حماس بتغير فكرها ونهجها في العمل الفلسطيني، ومجددا التأكيد على أنه "لادولة في غزة ، ولادولة بدون غزة". مستنكرا بشدة عدم  تلبية حركة حماس دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور الاجتماع الذي أعلن فيه وقف كافة الاتفاقات مع الجانب الاسرائيلي بما في ذلك التنسيق الأمني. كاشفا أنه تم ارسال عدة وسطاء لدعوة حماس للحضور مثل السيد حنا ناصر  وغيره.  كما أبدى استعداده الشخصي لتلبية أي دعوة توجه له من قبل حركة حماس كأمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير  الفلسطينية لزيارة غزة مذكرا بأن هنالك لجنة يرأسها السيد عزام الأحمد لانجاز المصالحة.

 أما عن دعوة الرئيس محمود عباس لزيارة غزة فقد أوضح الدكتور صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس هو رئيس فلسطين كلها، ومن ضمنها غزة، وهو رئيس جميع الفلسطينين في الداخل، والخارج، وأنه ليس بحاجة لدعوة لزيارة بلده . أما عن أسباب الانقسام فقد نفى أن يكون السبب عائدا لمناكفات فردية عازيا ذلك إلى تعقيدات اقليمية أكبر من أي شخص.

 

مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية

 

في هذا السياق بين الدكتور صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية ولدت باتفاق (أوسلو) وهو اتفاق تعاقدي نص              أولا: على أن هدف عملية السلام يتمثل بتنفيذ القرارين (242)، و(338) واللذان يتضمنان عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة، وحل قضية اللاجئين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وثانيا:  تحديد ست مواضيع هي : القدس، و الحدود،                                      و المستوطنات، و اللاجئين، و المياه، و الأمن - وأضيف لهم لاحقا- موضوع الأسرى للتفاوض تحت اسم قضايا التفاوض النهائي شريطة عدم قيام أي طرف باتخاذ أي اجراءات  من شأنها الاجحاف بحقوق الطرف الآخر، أو استباق نتائج هذه المفاوضات،          و ثالثا: الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية، ودولة اسرائيل. وفي السياق نفسه استنكر الدكتور صائب عريقات التشكيك بوطنية السلطة الفلسطينية مستدلا على ذلك بأن ( 85%)من شهداء فلسطين منذ عام  1995م حتى تاريخه هم شهداء من الأمن الوطني الفلسطيني حيث قامت طائرات (الف 16) الاسرائيلية عام 1995 بقصف مراكز الأمن الفلسطيني في الضفة، وغزة ، و تدمير مراكز التدريب ، و الاتصال الخاصة به. 

كما أكد الدكتور صائب عريقات بأن السلطة الوطنية الفلسطينية تقوم بعمل كبير جدا لتقديم الدعم لأبناء الشعب الفلسطيني في القارات الخمس حيث تتابع قضاياهم أينما وجدوا بجدارة واقتدار. مبينا أن السلطة وجدت في الأساس لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال عازيا سعي اسرائيل لتغير وظيفة السلطة لهذا السبب حيث يرى الدكتور صائب عريقات أن اسرائيل  تريد السلطة الفلسطينية دون سلطة بحيث تكون مهمتها تسير الحياة اليومية للفلسطينين مثل صيانة الطرق، ودفع الرواتب ، و غير ذلك من الوظائف التي يفترض أن تقوم بها اسرائيل بوصفها سلطة احتلال وفقا لميثاق جينيف الرابع لعام 49 في حماية المدنيين زمن الحرب.

أما فيما يتعلق بحل السلطة الفلسطينية كأحد الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها القيادة الفلسطينية للرد على صفقة القرن في حال اقدام اسرائيل على ضم الضفة، والأغوار  فقد رفض الدكتور صائب عريقات التطرق لهذا الموضوع في الوقت الراهن مؤكدا أنه في حال تنفيذ اسرائيل لمختطاتها الرهيبة فإنه سيتم تدمير السلطة الوطنية الفلسطينية تلقائيا مبينا أن مشروع (ترامب / نتنياهو) ؛ يهدف إلى البحث عن بدائل للسلطة تقبل أن تعيش في جيوب (Enclabees )،  مشيرا إلى  المقابله التي أجراها (بنيامين نتنياهو) مع صحيفة اسرائيل اليوم بتاريخ 28 أيار2020 والتي قال فيها (نيتنياهو) وفقا للدكتور صائب عريقات: "أن هناك عشرة أمور على الفلسطيني القبول بها إذا  ما أراد أن يعيش في جيوب تحت السيادة الاسرائيلية". حيث استخدم (نيتنياهو) مصطلح (Enclabees ) للتعبير عن كلمة جيوب والتي يرى الدكتور صائب عريقات أنها مرادفة لكلمة (السجون ) واصفا استخدام هذا التعبير من قبل (نيتنياهو) بالوقاحة، وقمة الانحطاط  حيث يرى أنه في ظل هذا الخيار   لن يكون للشعب الفلسطيني الحق في أي شيء عدا ما تقره اسرائيل لهم، مؤكدا أن (نيتنياهو)، و(ترامب)، وإدارتهما لو انتظروا لألف سنة فلن يجدوا في الشعب الفلسطيني من يقبل بهذا الطرح أو يتساوق مع هذه المشاريع الهزلية، و ينسحب هذا  من وجهة نظر الدكتور صائب عريقات على العرب مهما كانت لغة المصالح في رأيه، ومهما كانت لغة تهديدات (كوشنير)، ومهما كانت التهديدات الاقليمية الوجودية.

 

مستقبل صفقة القرن

 

بين الدكتور صائب عريقات أن  صفقة القرن هي المحاولة رقم 88 ؛للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، وهي إلى فشل كما فشل ما سبقها من المحاولات، وأن حتمية تطور التاريخ في صالح الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وحقه في العودة استناد إلى القرار 194، وحقه في تقرير المصير. كاشفا في الوقت نفسه عن أن خطة الازدهار من أجل السلام، أو ما عرفت لاحقا بصفقة القرن قدمت للمفاوضين الفلسطينين بتاريخ  23 ديسمبر 2012 بعناصرها الأساسية، وبنفس اللغة من قبل(اسحق ملخو) رئيس وفد نتياهو للمفاوضات، وكانت السبب في وقف المفاوضات حينها ؛ معتبرا أن(كوشنير ) بتقديمه لنفس الخطة دون اجراء أي تعديل عليها حتى من حيث الصياغة اللغوية فإنه يبرهن على أنه يفتقد لعنصر الخجل. واصفا اياه بخليط (Blend) للجهل، والغطرسة، و مستدلا بذلك على أن الادارة الأمريكية قد تبنت أفكار مجلس المستوطنات الاسرائيلية بحرفيتها. كما كشف الدكتور صائب عريقات عن أن الادارة الأمريكية قامت بمحاولة حشد الدعم لهذه الخطة من خلال ارسال رسالة مكونة من خمسة أسطر  لكل دول العالم كان مضمونها بالحرف-وفقا للدكتور عريقات- التالي:   " نطلب منكم ارسال بيانات تشكر الرئيس ترامب على جهوده، وترحب بهذا الجهد"، وفي اليوم التالي تم ارسال نقاط تفسير الخطة (Talking points) من صفحتين جميعها – كما يرى الدكتور عريقات- عبارة عن أكاذيب،  موضحا أن الادارة الأمريكية، والتي جدد وصفه ايها (بسماسرة العقارات)  عمدت إلى ربط مصالح الدول باعلان الموافقة على هذه الخطة ودعمها؛ ولذلك يرى الدكتور صائب عريقات أن بعض الدول تصرفت وفقا لمصالحها بحيث التزم بعضها الصمت، في حين اتخذت دول أخرى مواقف خجولة ازاء الاعلان عن رفضها للخطة؛ لكنه بين أنه في النهاية فإن جميع دول العالم عدى اسرائيل وأمريكا لم تعلن عن موافقتها عليها .

أما فيما يتعلق بقدرة اسرائيل على تطبيق صفقة القرن على أرض الواقع  فقد أوضح الدكتور صائب عريقات أن اسرائيل تملك القدرة العسكرية التي تمكنها من حصار الفلسطينين، وقتلهم ، والتحكم بحياتهم  بفعل قوة السلاح (Coercion) ولكن هذا لم، ولن يلغي الرواية الفلسطينية، و لن يطمس الهوية الوطنية الفلسطينية (The Palestinian narrative) موضحا أن اسرائيل جربت هذاسابقا وفشلت.

وفيما اذا كانت صفقة القرن ستنتهي في حال عدم فوز الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) في الانتخابات الأمريكية القادمة  فقد أكد الدكتور صائب عريقات بأنه من المرجح أن يخسر (نيتنياهو) حليفه في البيت الأبيض، وفريقه الاداري الذي لن يتكرر مذكرا بأن  المرشح الديمقراطي الأوفر حظا ( جون بايدن) قد أعلن أنه مع ايجاد حل للقضية الفلسطينية يستند إلى الشرعية الدولية، والقانون الدولي، وأن خطة الازدهار من أجل السلام في رأي (بايدن)  غير صالحة، وضد المصالح الأمريكية، وستؤدي إلى تأجيج المنطقة عنفا، وتوترا، وفوضى، و اراقة دماء، وعليه يعتقد الدكتور صائب عريقات بأن (نتنياهو) بات يسابق الزمن هو و مجلس المستوطنات لتنفيذ هذه الخطة، اعتقادا منهم أنه لن تأتي فرصة أخرى كفرصة وجود شخصيات مثل (كوشنير) ،                    و( غرينبلات) ، و (فريدمان) ممن يسكنون المستوطنات ويدافعون عن اقامتها في الادارة الأمريكية،مؤكدا على أنه  في نهاية المطاف فإن الولايات المتحدة الأمريكية دولة  عميقة، و لها مصالحها،مستدلا على هذا بصدور أربع رسائل في شهر آيار الماضي عن الكونغرس الأمريكي، ومجلس الشيوخ، ترفض الضم، وكذلك ترفض خطة ترامب للسلام حيث  لم يحدث هذا منذ عام 1948م فقد أعتيد على التصويت بالاجماع في كل من الكونغرس، ومجلس الشيوخ الأمريكيين على جيع القضايا التي تتعلق باسرائيل، ما يعني -كما يرى الدكتور صائب عريقات- أن هنالك تغيرا في الرأي العام الأمريكي يمكن البناء عليه مستدلا على ذلك بعدم قدرة أي محاضر اسرائيلي من اكمال محاضرته في الجامعات الأمريكية دون مقاطعته من قبل المعترضين على سياسات بلده العنصرية، ولكنه نوه في الوقت  نفسه إلى أن اسرائيل دولة وظيفية جاءت لتحقيق أغراض أمريكا في المنطقة، وعليه فباعتقاد الدكتور صائب عريقات أن أي رئيس أمريكي بالضرورة لن يكون في شقاق مع الادارة الاسرائيلية مهما كانت طبيعتها، وسيكون منحازا لها.

 

معالم المشروع الوطني الفلسطيني...الانتقال من السلطة إلى الدولة

 

في استشرافه لمستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بين الدكتور صائب عريقات أن المشروع الوطني الفلسطيني لابد وأن يفضي إلى نقل الشعب الفلسطيني من السلطة إلى الدولة مبينا أن هذه العملية لابد وأن تقوم على مجموعة من المرتكزات لخصها فيما يلي:

أولا: انجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية.  

ثانيا: اعتماد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

ثالثا: تعزيز صمود الفلسطينين على أرضهم.

رابعا: تأسيس مجلس وطني فلسطيني يمثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني دون تميز.

خامسا: أن تكون المرجعية في أي خلاف صناديق الاقتراع، وليس صناديق الرصاص مفسرا ذلك بترسيخ مبدأ تحريم الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني. 

سادسا: تعزيز المؤسسات الوطنية الفلسطينية، واستكمال بنائها.

سابعا: الاستناد إلى الشرعية الدولية، والقوانين الدولية ومنها القرار 67/19 لعام 2012 الذي نص على الشخصية القانونية لدولة فلسطين .

وحول عدم تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لجميع فصائل العمل الفلسطيني ،وللفلسطينين في الخارج، وطريقة انتقاء الممثلين أكد الدكتور صائب عريقات أن الفرصة متاحة لجميع الفصائل الفلسطينية لأن تكون تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وأن الفصائل الغير منضوية تحت هذه المظلة هي من اختارت هذا مؤكدا في الوقت نفسه على أن أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية يتم اختيارهم بانتخابات حرة ونزيهة متى كان هذا متاحا وفي الدول التي تسمح للمنظمة باجراء الانتخابات فيها وأنه يتم اللجوء إلى المشاورات مع الفصائل في حال عدم إمكانية ذلك.

 

وفيما يتعلق بقبول طرح الدولة الواحدة بحقوق متساوية كأحد السبل لانجاز المشروع الوطني الفلسطيني أشار الدكتور صائب عريقات إلى أن هذه الفكرة فكرة حضارية، وأنه يلمس أن عدد مؤيدي هذه الفكرة يزداد بين أبناء الشعب الفلسطيني منوها إلى أنه شخصيا مع فكرة حل الدولتين مبديا عدم ممانعته في حال كان خيار الدولة الواحدة هو خيار الشعب الفلسطيني في حال تم اجراء استطلاع رأي بهذا الشأن؛ إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن الاسرائيلين لن يقبلوا بهذا الحل سيما أن المعادلة الديمغرافية  ليست في صالحهم مشيرا  إلى أنه حتى تاريخ المقابلة،وفي الذكرى 53 للاحتلال الاسرائيلي من النهر إلى البحر فإن الفلسطينين يشكلون مانسبته 50.9 % من السكان بينما يشكل اليهود 49.1%   وذلك بالرغم من التهجير، والقتل، والابعاد هذا فضلا عن كون الفلسطينين من أكثر الشعوب تعليما مقارنة بعدد السكان.

 

 

نهاية المقابلة

 

في ختام المقابلة وحول ما إذا كان هو شخصيا بحكم تجربته الطويلة  يشعر بالتفائل أم التشاؤم حيال الوضع الفلسطيني الراهن أشار الدكتور عريقات إلى أنه في صناعة القرار المسائل لاتقوم على التفاؤل، أوالتشاؤم  منوها إلى أن الحكم والدولة يعنيان وضع الاستراتيجيات، والخطط التي من شأنها أن تحمل الشعوب إلى تحقيق أهدافها مأكدا على أن هدف الشعب الفلسطيني المحدد الواضح هو إقامة دولته الفلسطينة ناجزة الاستقلال، السيدة، ذات السيادة، بعاصمتها القدس الشرقية. وأن الشعب الفلسطيني في سبيل هذا الهدف سيصمد على أرضه، وسيسقط كل الصفقات التي تحول دون تحقيقه مهما طال الزمن.  

 

 

 

 

 


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.