الخيار الفلسطيني في مواجهة الخيار الأمريكي/الاسرائيلي للضم والدور العربي المطلوب
لقاء مع الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
بمناسبة مرور 53 عاما على ذكرى نكسة حزيران 1967م، ولاستشراف مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء التحديات المصيرية التي تواجهها، والمتمثلة في ما بات يعرف بصفقة القرن، و في ظل إدارة أمريكية منحازة بشكل استثنائي لاسرائيل. استضاف منتدى التفكير العربي من مقره في لندن ممثلا برئيسه الأستاذ محمد أمين. الدكتور صائب عريقات أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين الفلسطينين سابقا لمحاولة التعرف على استراتيجيات منظمة التحرير الفلسطينية الحالية، والمستقبلية لبعث المشروع الوطني الفلسطيني، ولاستيضاح موقف المنظمة، والسلطة الوطنية الفلسطينية إزاء التداعيات الأخيرة لصفقة القرن، والمتجسدة بإعلان (بنيامين نيتنياهو) عن نيته ضم الضفة، والأغوار، وذلك في ضوء استمرار الانقسام الفلسطيني، وتصدع الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية. إذ أصدر الدكتور صائب عريقات بوصفه أمينا عاما للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية -في وقت سابق لهذا اللقاء - بيانا جاء فيه: "أن القيادة الفلسطينية اتخذت جملة من القرارات التي ستجعل الاحتلال الاسرائيلي يدفع ثمنا باهضا عن هذه القرارات التي اتخذها.
الخيارات الأمريكية/الاسرائيلية والخيارات الفلسطينية
أولا: الخيار الاسرائيلي/الأمريكي
أوضح الدكتور صائب عريقات ؛ أنه لايوجد ثم خيارات، أو بدائل اسرائيلية/أمريكية ، وإنما هناك خيار أمريكي/ إسرائيلي واحد ؛ يتمثل بضم 100% من الضفة الغربية مع قطاع غزة، مبرهنا على ذلك بما جاء في القسم السابع من خطة (السلام من أجل الازدهار)... والتي اشتهرت ( بصفقة القرن) حيث ينص على أن الأرض من النهر إلى البحر ستكون تحت السيطرة، و السيادة الاسرائيلية الأمنية الكاملة، و أن الأرض جميعها هي أرض الشعب اليهودي التاريخية؛ مما يعني برأي الدكتور صائب عريقات اسقاط الرواية العربية، والتاريخ العربي، والتاريخ الاسلامي، والتاريخ المسيحي، وكل ما إلى ذلك. وبحيث تبقى الأجواء، والمعابر الدولية، والمياه الإقليمية تحت السيادة الاسرائيلية، مع الضم العملي لغور الأردن،والمستوطنات، والبحر الميت، والقدس الغربية، والقدس الشرقية، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، كما كشف عن أنه بالاضافة إلى ذلك فسيتم تغير اسم الحرم القدسي الشريف ليصبح الحرم القدسي الشريف / (Temple Mount) أو المعبد.
وعليه يرى الدكتور صائب عريقات بأن الادارتين الاسرائيلية، و الأمريكية اختارتا أن لاتستندا إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وأن تدفنا خيار الدولتين لصالح خيار الدولة الواحدة بنظامين (One state two systems) أي الأبارتهايد (Apartheid) ضاربتا عرض الحائط بالقانون الدولي، والشرعية الدولية، والاتفاقات المبرمة مع الفلسطينين.
كما بين الدكتور صائب عريقات بأن (بنيامين نتنياهو) يعتمد على استراتيجيته تقوم على ثلاث ركائز في إدارته حددها على النحو التالي:
-
أولا: إيجاد سلطة فلسطينية دون أي سلطة؛ وذلك بتغير وظيفة السلطة من سلطة وجدت في الأساس لتنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، إلى سلطة تقدم خدمات في مجال الرواتب، والأمن....وإلى غير ذلك.
-
ثانيا: إيجاد احتلال دون تكلفة، موضحا أن التكلفة هنا لاتعني التكلفة المتمثلة بالمقاومة المسلحة؛ بل حتى تلك التكلفة التي تترتب على الانتقاد الشفوي، أو الذهاب إلى الجمعية العامة، أو الذهاب إلى مجلس الأمن، أو الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية( محكمة العدل الدولية)، أو مجلس حقوق الانسان.
-
ثالثا: ابقاء قطاع غزة خارج اطار الفضاء الفلسطيني، وذلك باستمرار عملية الانقسام.
-
رابعا: دفن مشروع الدولة الفلسطينية، و المشروع الوطني الفلسطيني.
ثانيا: الخيار الفلسطيني
أكد الدكتور صائب عريقات أنه إزاء الخيار الاسرائيلي/الأمريكي السابق لايوجد أمام القايدة الفلسطينية سوى خيار واحد؛ وهو رفض هذا الطرح جملة، وتفصيلا، والصمود على هذه الأرض، واجبار إسرائيل على دفع ثمن احتلالها؛موضحا أنه مادام الاحتلال قائما وما لم يتحقيق استقلال دولة فلسطين السيدة ذات السيادة، ناجزة الاستقلال، على حدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية. فلن يكون هناك سلام لأحد. وأي تساوق مع سلطة الاحتلال الاسرائيلي، أو مع الادارة الأمريكية بهذا الشأن سيجعل من يفعل هذا جزءا منه.
وقد حدد الدكتور صائب عريقات بعض الاجراءات التي قامتا بها السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، و كذلك التي تنويان القيام بها ، ومن شأنها تحميل اسرائيل تكلفة هذا الاحتلال بالتالي:
-
أولا : الغاء جميع الاتفاقات، والتفاهمات بما فيها الالتزامات الأمنية، مع الجانب الاسرائيلي، والجانب الأمريكي مؤكدا على ذلك من موقعه الرسمي، ورافضا أي تشكيك في هذه الخطوة من بعض المتصيدين الذين أسماهم بـ (fault finders)، من الذين دأبوا –حسب وصفه- على التشكيك في السلطة الوطنية الفلسطينية، لأغراضهم الخاصة، والذين يرون أن وجود السلطة يتعارض مع أجنداتهم.
-
ثانيا: ايقاف التنسيق المدني.
-
ثالثا: ايقاف أي اتصال مع الادارة الأمريكية الحالية قاصدا بذلك إدارة الرئيس (دونالد ترامب) بينما يتواصل الاتصال مع باقي المؤسسات الأمريكية مثل مجلس الشيوخ، ومؤسسات المجتمع المدني.