التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

كتب

التشيع العربي والتشيع الفارسي: دور الفرس التاريخي في انحراف التشيع

كتاب التشيع العربي والتشيع الفارسي للكاتب و الباحث الأكاديمي نبيل الحيدري المولود في بغداد لأسرة شيعية يعد من المصادر المهمة لكل من يريد أن يفهم سر هذه التحولات العجيبة في المذهب الشيعي فالكتاب دراسة علمية دقيقة تتبع ما طرأ على المذهب الشيعي من تغيرات منذ عصوره الأولى وحتى يومنا الحالي تمثلت هذه التغيرات بالغلو في فكرة الإمامة ما يسميها المؤلف( لاهوت الإمامة) بحيث تضاءلت أمامها النبوة إذ يسلط الكاتب الضوء على المبالغات غير المنطقية في فكرة الإمامة لدرجة تتفوق فيها على نبوة النبي –صلى الله عليه وسلم-وترفعها إلى مقام الألوهية والربوبية لتصل بالقدسية والطقوس والبدع إلى درجة تكفير ولعن وشتم كل مخالف سواء أكان من المذاهب الأخرى أم من المذهب الشيعي ذاته.

في هذا الكتاب يأخذنا الكاتب عبر مصادر تزيد عن ألف ومئتي مصدر على رأسها المصادر الشيعية الأولية في رحلة لتقصي انحراف الفكر الشيعي انطلاقا من العصر الأول و مرورا بالدولة البويهية، ومن ثم الفاطمية فالصفوية وصولا إلى العصر الحالي مبينا دور الفرس الكبير في مختلف المراحل، بالتلاقي مع الدور اليهودي، منذ عبدالله بن سبأ المؤسس الأول لأفكار الغلو وذلك لدراسة أوائل تلك الظواهر الغريبة التي ظهرت في المذهب الشيعي وكيف بدأت ومتى، وأصحابها المبتدعون ثم المراحل التراكمية لها في أكثر من ثلاثين مرحلة تلك المظاهر التي تتناقض تناقضا جوهريا ظاهرا مع القرآن والسنة وحقائق التاريخ ومدرسة آل البيت التي ترفض الغلو والتكفير والطقوس والبدع والتطبير وتلتقي مع التسنن في الأصول الأولية الإسلامية وأركان الدين الحنيف كما تحترم الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين.

يعتقد الكثيرون أن الانحرافات الشديدة دخلت على المذهب الشيعي وازدادت في عهد الدولة الصفوية التي حكمت إيران في القرن السادس عشر الميلادي، -ومن هؤلاء الذين يركزون على ذلك د. علي شريعتي-لكنّ المؤلف يعود بنا إلى حقبة أبكر من ذلك وهي حقبة الدولة البويهية التي أفسدت الكثير في المذهب الشيعي، ففي عصرها أُلّفت وصُنفت الكتب الحديثية الأربعة الأهم عند الشيعة والتي تقابل الكتب الستة عند السنة: (كتاب الكافي للكليني ، وكتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق ،وكتاب التهذيب للطوسي ، وكتاب الاستبصار للطوسي)، و كتاب الكافي مثلا يحوي على ما يزيد على 16 ألف حديث، لكن الصحيح منها أقل من بضعة مئات، على أنّ جلّ نصوص الكافي غير مسند إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو إلى الإمام علي رضي الله عنه.و تعتبر الفترة البويهية الفارسية من أهم الفترات في تكوين العقيدة إذِ انقسمت الفرق الشيعية حول الإمام آنذاك.." و كانت مقدمة لانتشار المذهب الشيعي على الصيغة الفارسية، والعلماء الذين ظهروا في تلك الفترة والكتب والمؤلفات التي ألّفوها وما فيها من كذب وتدليس على آل البيت، ثم ظهور الدولة الصفوية التي نشرت التشيع الفارسي في ايران بحد السيف وأجبرت اهل السنة هناك على تغيير مذهبهم الى المذهب الشيعي وما فيه من تكّفير للصحابة وزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام أمهات المؤمنين . ويشير الكتاب إلى بطلان العقيدة الصفوية في تحويل علي رضي الله عنه وأبنائه الى آلهة تحكم وتغير في الأرض.

 

من عناوين الكتاب:

  • الإمام علي بن أبي طالب والتشيع العربي
  • ظاهرة سلمان (الفارسي) وبداية التشيع الفارسي
  • ظاهرة عبد الله بن سبأ والغلو في الإمام علي
  • شهربانو الفارسية زوجة الحسين وأم لتسع من الأئمة.. تلاقح الدم الفارسي بدماء الأئمة ونظام الوراثة الإلهي.
  • الدولة البويهية الفارسية وتأليف المصادر الحديثية الأربعة
  • الدولة العبيدية الفاطمية الفارسية وطقوسها
  • الدولة الصفوية وتحالف الوعاظ مع السلاطين
  • إشكالية التوحيد والقرآن في التشيع الفارسي
  • التقية في التشيع الفارسي
  • ثقافة التكفير والبغضاء واللعن في التشيع الفارسي
  • الوحدة الإسلامية والخلفاء الراشدون في التشيع العربي
  • مقارنة بين المرجعية العربية والمرجعية الفارسية
  • خطوات من التشيع العربي في التجديد والإصلاح والوحدة

 

الكتاب يبحث في الأثر الفارسي الذي أدخل في التشيع مختلف الانحرافات والبدع الخطيرة على مر التاريخ منذ عصور الأئمة وحتى المرجعيات الفارسية المعاصرة حيث تتبع الكاتب الأثر الفارسي في التشيع بداية من ظهور الغلاة حول الأئمة، إلى حركات الغلو في أيام الدولة العباسية، ثم تأليف الكتب، وتحريف الأصول في زمن البويهيين والعبيديين، وصولاً إلى الصفويين. ويكشف المؤلف عن معلومات مدهشة حول تفاصيل موالاة الصفويين للأوربيين ضد الدولة العثمانية المسلمة. وكذلك عن العلاقة الحسنة بين الخلفاء وشيعة آل البيت وكذلك يرصد الكتاب محاولات الإصلاح القديمة والحديثة مشيرا في العصر الحديث إلى جهود بعض المرجعيات من مثل محمد حسين فضل الله، وهاشم معروف الحسيني، ومحسن الأمين، ومحمد باقر الصدر، ومهدي الحيدري، ومحمد مهدي شمس الدين،ومحمد جواد مغنية وغيرهم من الذين حاولوا الرجوع بالمذهب الى اصوله العربية والتي لا تختلف في أصولها عن باقي المذاهب السنية من عدم شتم الصحابة وسبّهم وتكفير الخلفاء الثلاثة وأمهات المؤمنين، كما يحاول الكاتب تأسيس مشروع إصلاحي ضخم متكامل في إطار رؤية فكرية تعالج جميع تلك الإشكاليات الفكرية والعقائدية والتاريخية والدينية التي تفرق بين السنة والشيعة.


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.