تحت عنوان الأزمة الأوكرانية ...احتمالات المواجهة والحل نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن سلسلة تقدير موقف تقريرا تناول فيه الموقف المتأزم بين أوكرانية من جهة وروسيا من جهة أخرى على خلفية تصاعد التوتر على الحدود الشرقية لأوكرانيا نتيجة للحشود العسكرية الروسية هناك والتي قد تكون توطئة لغزو روسي محتمل وذلك اثر اعلان أوكرانيا نيتها عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي(الناتو)الأمر الذي تخشى روسيا على اثره من أن يصبح للحلف قواعد عسكرية في فضائها الحيوي، وصولا إلى حدودها المباشرة، ومن ثم محاصرتها والضغط عليها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. هذا فضلا عن أن روسيا تنظر إلى أوكرانيا على أساس من كونها امتدادا طبيعيا لها تاريخا وثقافة.
وتلخص الدراسة مطالب روسيا بمايلي:
-
الحصول على ضمانات غربية بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو وهذا المطلب لا يقتصر على أوكرانيا فقط بل تسعى روسيا للحصول على ضمانات بعدم تمدد "الناتو" شرقا مبررة هذا التوجه بعملها على ضمان حدودها وعدم الإخلال بالتوازن الاقليمي في المنطقة.
-
وقف التصعيد العسكري شمال أوكرانيا؛ والذي يعني توقف أوكرانيا عن محاولات استعادة المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا في إقليم "دونباس " الذي يضم مقاطعتي "دونيتسك" و "لوهانسك" شرق البلاد.
أما فيما يتعلق بالحسابات الأمريكية لهذه الأزمة فترى الدراسة بأن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يسعى لإعادة الاعتبار لإدارته التي تأثرت تأثرا كبيرا جراء الانسحاب الأمريكي الفوضوي والمأساوي من أفغانستان كما أنه يسعى لأن يظهر بمظهر القائد الحازم خلافا "لباراك أوباما" الذي لم يأخذ موقفا حازما تجاه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 . يضاف إلى هذا خشية "الولايات المتحدة الأمريكية -وفقا للدراسة- من أن الفشل في ردع التهديد الروسي لأوكرانيا يمكن أن يشجع خصومًا آخرين للولايات المتحدة ليفعلوا الأمر نفسه في مناطق أخرى من العالم، وتحديدًا الصين التي تهدد بغزو تايوان.
وتشير الدراسة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى للعب الأدوار التي تمت الإشارة إليها سابقا في ضوء الضوابط التالية:
-
عدم التورط في نزاع عسكري؛ حيث تدرك الولايات المتحدة أن روسيا قوة عسكرية، تقليدية ونووية، كبيرة، يمنحها قربها الجغرافي من أوكرانيا أفضلية جيوستراتيجية كبيرة في حالة حصول صراع عسكري، ويجعل المنطقة بالغة الأهمية بالنسبة إلى أمنها القومي، في حين أنه لا توجد للولايات المتحدة وحلفائها مصالح أمنية قومية مباشرة في المنطقة تدفعهم إلى دخول حرب بهذا الحجم.
-
رفع تكلفة أي عمل عسكري لروسيا؛ وهذا يشمل العقوبات الاقتصادية على روسيا وعزلها دوليا فضلا عن دعم أوكرانيا عسكريا وتزويدها بأسلحة فتاكة.