التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

دراسات مختارة

الأزمة الأوكرانية .. احتمالات المواجهة والحل

تحت عنوان الأزمة الأوكرانية ...احتمالات المواجهة والحل نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن سلسلة تقدير موقف تقريرا تناول فيه الموقف المتأزم بين أوكرانية من جهة وروسيا من جهة أخرى على خلفية تصاعد التوتر على الحدود الشرقية لأوكرانيا نتيجة للحشود العسكرية الروسية هناك والتي قد تكون توطئة لغزو روسي محتمل وذلك اثر اعلان أوكرانيا نيتها عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي(الناتو)الأمر الذي تخشى روسيا على اثره من أن يصبح للحلف قواعد عسكرية  في فضائها الحيوي، وصولا إلى حدودها المباشرة، ومن ثم محاصرتها والضغط عليها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. هذا فضلا عن أن روسيا تنظر إلى أوكرانيا على أساس من كونها امتدادا طبيعيا لها تاريخا وثقافة.

وتلخص الدراسة مطالب روسيا بمايلي:

  1. الحصول على ضمانات غربية بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو وهذا المطلب لا يقتصر على أوكرانيا فقط بل تسعى روسيا للحصول على ضمانات بعدم تمدد "الناتو" شرقا مبررة هذا التوجه بعملها على ضمان حدودها وعدم الإخلال بالتوازن الاقليمي في المنطقة.

  2. وقف التصعيد العسكري شمال أوكرانيا؛ والذي يعني توقف أوكرانيا عن محاولات استعادة المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا في إقليم "دونباس " الذي يضم مقاطعتي "دونيتسك" و "لوهانسك"  شرق البلاد.

 أما فيما يتعلق بالحسابات الأمريكية لهذه الأزمة فترى الدراسة بأن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يسعى لإعادة الاعتبار لإدارته التي تأثرت تأثرا كبيرا جراء الانسحاب الأمريكي الفوضوي والمأساوي من أفغانستان كما أنه يسعى لأن يظهر بمظهر القائد الحازم خلافا "لباراك أوباما" الذي لم يأخذ موقفا حازما تجاه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 . يضاف إلى هذا خشية  "الولايات المتحدة الأمريكية -وفقا للدراسة- من أن الفشل في ردع التهديد الروسي لأوكرانيا يمكن أن يشجع خصومًا آخرين للولايات المتحدة ليفعلوا الأمر نفسه في مناطق أخرى من العالم، وتحديدًا الصين التي تهدد بغزو تايوان.

وتشير الدراسة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى للعب الأدوار التي تمت الإشارة إليها سابقا في ضوء الضوابط التالية:

  1. عدم التورط في نزاع عسكري؛ حيث تدرك الولايات المتحدة أن روسيا قوة عسكرية، تقليدية ونووية، كبيرة، يمنحها قربها الجغرافي من أوكرانيا أفضلية جيوستراتيجية كبيرة في حالة حصول صراع عسكري، ويجعل المنطقة بالغة الأهمية بالنسبة إلى أمنها القومي، في حين أنه لا توجد للولايات المتحدة وحلفائها مصالح أمنية قومية مباشرة في المنطقة تدفعهم إلى دخول حرب بهذا الحجم.

  2. رفع تكلفة أي عمل عسكري لروسيا؛ وهذا يشمل العقوبات الاقتصادية على روسيا وعزلها دوليا فضلا عن دعم أوكرانيا عسكريا وتزويدها بأسلحة فتاكة.

وفي الخاتمة تخلص الدراسة إلى أن كلا الطرفين: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لا يسعيان إلى صدام يدرك كليهما أن تكلفته ستكون طائلة وأكبر من قدرتهم على التحمل ولذلك يسعيان للوصول إلى حل  يخفض من التوتر في المنطقة ستكشف الأيام القادمة عنه لكن بالتأكيد تستبعد الدراسة الوصول إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين أمريكا وروسيا.

يشار إلى أنه في 2014، قامت روسيا بالعديد من العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية، بعد احتجاجات الميدان الأوروبي وعزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قام الجنود الروس بالسيطرة على مواقع استراتيجية وحيوية في شبه جزيرة القرم، بعد ذلك قامت روسيا بضم القرم تحت سيادتها، بعد الاستفتاء في القرم، حيث صوتَ سكّان القرم لصالح الانضمام لروسيا الاتحادية، بحسب النتائج المعلنة، بعد ذلك تصاعدت مظاهرات مؤيدة لروسيا من قبل جماعات انفصالية في "دونياس"، مما أدى إلى حدوث صراع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والجماعات الانفصالية المدعومة من روسيا في شهر اغسطس عبرتْ على اثرها المدرعات الروسية حدود "دونيتسك" من عدة مواقع، وقد أُعتبرَ توغل الجيش الروسي مسؤولاً عن هزيمة القوات الأوكرانية في بداية سبتمبر، وفي نوفمبر 2014 أعلن الجيش الأوكراني عن تحرك مكثف للقوات والمعدات الروسية تجاه المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق الأوكراني ، وذكرت وكالة انباء "اسوشييتد برس" ان 80 مركبة عسكرية مجهولة تتحرك في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، ورصدت وحدة رصد خاصة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوربي قوافل من الأسلحة الثقيلة والدبابات في الاراضي التي تسيطر عليها جمهورية "دونيتسك الشعبية" كما رصدت المنظمات كذلك مركبات تنقل الذخيرة وجثث الجنود عبر الحدود "الروسية-الأوكرانية" تحت غطاء مساعدات إنسانية في أوائل أغسطس 2015، ولاحظت وحدة الرصد تلك، أكثر من 21 مركبة تحمل الرمز العسكري الروسي للجنود الذين قتلوا في المعركة.  بحسب صحيفة موسكو تايمز، حاولت روسيا تهديد وإسكات العاملين في مجال حقوق الإنسان الذين يتناولون قضية مقتل الجنود الروس في الصراع الدائر.كما أن منظمة الأمن والتعاون الأوربي أعلنت مراراً أن راصديها منعوا من الدخول إلى الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية جنباً إلى جنب مع القوات الانفصالية.  وقد أدان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية  ما فعلته روسيا في أوكرانيا، متهمة إياها بخرق القانون الدولي، وانتهاك السيادة الأوكرانية.وقام كل من الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا وعلى أفراد روس وشركات روسية.


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.