التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

دراسات مختارة

جولة بايدن الشرق أوسطية : دوافعها وحساباتها الاستراتيجية

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيقوم بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط في المدة 13 - 16 تموز/ يوليو2022، تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والسعودية، حيث سيشارك في قمة تضمّ قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى مصر والأردن والعراق. ويتضمن برنامجه أيضًا عقد قمة افتراضية أثناء وجوده في جدة، تجمعه بقادة المجموعة الاقتصادية الجديدة المعروفة ب I2-U2 ، والتي تضم، إضافة إلى الولايات المتحدة، كلا من الهند وإسرائيل والإمارات. وقد أثار قرار بايدن زيارة السعودية ولقاء المسؤولين السعوديين، بمن فيهم وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، نقاشاتٍ في الكونغرس، وتحديدًا بين الديمقراطيين، والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان . كما تدور نقاشات حول أهداف الزيارة: هل تتعلق أساسًا بأسعار النفط، أم تتناول إضافةً إلى ذلك قضايا التطبيع الخليجي مع إسرائيل.

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نشر دراسة تقدير موقف عبر موقعه كمحاولة للوقوف على أهداف هذه الزيارة وأغراضها وذلك تحت عنوانين فرعيين هما:

أولا: دوافع الزيارة

ثانيا: إعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية

 

فيما يتعلق بدوافع الزيارة فقد ذكرت الدراسة الأسباب التالية التي اعتبرتها الأسباب الرئيسة التي تقف وراء زيارة بايدن لمنطقة الشرق الأوسط:

  • حث المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي على زيادة انتاجها من النفط وذلك لتعويض الفاقد الروسي ما سيسهم في خفض سعر البترول فضلا عن ضرب قطاع الطاقة الروسي.
  • إغلاق الطريق أمام أي تقارب بين حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وبين كل من روسيا والصين.
  • بحث سبل إنهاء الحرب في اليمن.
  • دفع عجلة التطبيع العربي- الاسرائيلي قدما.
  • تنسيق المواقف فيما يتعلق بطريقة التعامل مع إيران وكبح جماح أي تصعيد إسرائيلي تجاه إيران في المنطقة.

أما فيما يتعلق بإعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية فقد أشارت الدراسة إلى أن العلاقات الأمريكية - السعودية في أسوأ أحوالها منذ تولي بايدن الرئاسة في 2021  حيث كان قد تعهد بجعل السعودية دولة منبوذة بسبب استمرار حرب اليمن، واغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وغيرهما من انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان.

ووفقا للدراسة فقد اتخذ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الإجراءات التالية في سياق التشدد مع المملكة العربية السعودية إيفاء بعهوده.

  • الإعراض عن محمد بن سلمان وقصر التعامل على والده الملك سلمان فقط.
  • وقف دعم الولايات المتحدة للسعودية والإمارات في حرب اليمن وحرمانهما من الحصول على أسلحة هجومية.  
  • رفع السرية عن تقرير لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) و الذي يلمّح ضمنًا إلى وقوف محمد بن سلمان شخصيًا وراء إصدار الأمر بقتل خاشقجي، وفرض عقوبات على المسؤولين عن الجريمة.
  • السماح برفع السرية عن وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي(إف بي آي) الخاصة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
  • رفع جماعة الحوثي من قوائم الإرهاب الأميركية.
  • سحب بطاريات باتريوت من السعودية في الوقت الذي كانت تتعرض فيه لهجمات حوثية متكررة بصواريخ باليستية وطائرات من دون طيار.

لكن الدراسة ترى أن الأمور قد تغيرت عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا ما تتطلب من الرئيس الأمريكي العدول عن موقفه تجاه العربية السعودية ليصبح أكثر واقعية مقدما المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والانتخابية على غيرها .


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.