التفكير الحر حق لكل مواطن عربي

دراسات مختارة

الانتخابات الرئاسية الأمريكية: أسباب فوز ترامب والتداعيات المحتملة

استطاع الرئيس السابق دونالد ترامب تحقيق فوز تاريخي على منافسته الديمقراطية كاميلا هارس وذاك أنه لم يفز  بأصوات المجمع الانتخابي Electoral College فحسب (312-226)، بل تقدم كذلك بالأصوات الشعبية (أكثر من 3.7 مليون صوت)، مع احتفاظ المحافظين بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي ما يعني السيطرة التامة على مفاصل الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي سيلقي بظلاله على العالم بأسره وعلى منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص والتي تشهد عدواناً إسرائيلياً سافراً على قطاع غزة والضفة الغربية فضلا عن لبنان ومن المرجح أن تتسع دائرة هذا العدوان ليشمل مناطق أخرى في حال لم يتم كبح جماح إسرائيل للتوقف عن المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أعد دراسة تقدير موقف بعنوان " الانتخابات الرئاسية الأمريكية: أسباب فوز ترامب والتداعيات المحتملة" ذكر فيها أهم الأسباب التي أدت إلى فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكيةللعام 2024 يمكن إيجاز  أهمها فيما يلي:

ترجع الدراسة أسباب فوز ترامب الساحق  في انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى سبب عام تندرج تحته أسباب فرعية حيث تقدر الدراسة أن السبب العام للفوز الاستثنائي الذي حققه ترامب هو تجاوب الشريحة الكبرى من المجتمع الأمريكي مع الخطاب الشعوبي الذي تبناه ترامب والذي خلق حالة من الرعب لدى الجمهور الأمريكي من تغير هوية الدولة إذا تمكنت امرأة سوداء من اعتلاء عرش الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تعتقد الدراسة أن البلاد ليست مؤهلة لقبول حكم امرأة سوداء فضلا عن هذا تورد الدراسة أسباباً أخرى مثل : الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد وارتفاع تكاليف المعيشة والإسكان والتضخم، و المخاوف الشعبية بشأن الحدود الجنوبية والمهاجرين غير الشرعيين الذين اتهمهم ترامب بـ "احتلال" المدن والبلدات الأمريكية وسرقة وظائف الأميركيين ونشر الجريمة، متعهدًا بطرد الملايين منهم في أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، ومحاربة الجريمة بصرامة، كما لعب عامل الجنس دوراً ملموساً في فوز ترامب حيث صوت له 54 في المئة من الناخبين الرجال مقابل 44 في المئة لهارس، في حين لم يعوض حجم دعم النساء لها الفارق، وكذلك وفقا للدراسة فإن تركيز هاريس على الولايات الخاطئة لعب دوراً فقي هزيمتها حيث ركزت على الولايات التي تعرف بـ "حزام الشمس" الأربع (أريزونا، ونيفادا، وجورجيا، وكارولينا الشمالية)، على حساب ولايات "الجدار الأزرق" (بنسلفانيا، وميشيغان، ووسكنسن) معتقدة أنه بمقدورها جذب الناخبين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين الذين سئموا قرابة عقد من الانقسام الذي مثله ترامب، لكن نتيجة الانتخابات أثبتت خطأ تلك الحسابات، وأخيراً وليس آخراً الصوت العربي والمسلم الذي لم تتمكن هاريس من الحفاظ عليه واستقطابه أو أن تنأى بنفسها عن تركت بايدن الثقيلة فيما يتعلق بتطلعات العرب والمسلمين بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف هذا العدوان فضلا عن قضايا الشرق الأوسط ودعم الأنظمة المستبدة.

هذه أهم الأسباب التي أوردتها الدراسة فضلا عن بعض القضايا الشكلية التي أحسن ترامب استغلالها لتقديم نفسه باعتباره ضحيةً لمؤسسات السلطة وأنه مستهدف من "الدولة العميقة"، مستخدمًا الصور التي التقطت له في سجن ولاية جورجيا (آب/ أغسطس 2023) بتهمة محاولة التأثير في انتخابات الولاية عام 2020، وكذلك كان للصورة التي ظهر فيها رافعًا قبضته والدماء تسيل من أذنه، بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها في بنسلفانيا في تموز/ يوليو 2024، دور  أيضًا في تكريس صورته باعتباره مقاتلًا شرسًا وعنيدًا.

هذا فضلا عن نكث بايدن بتعهده بعدم الترشح لولاية جديدة بالرغم من وضعه الصحي والذي انعكس عليه جسدياً وعقليا وكلل بخسارته الصعبة في المناظرة التي جرت مع منافسه ترامب هذا فضلا عن تأخره في الانسحاب من السباق الانتخابي لصالح نائبته هاريس ما لم يعطها الوقت الكافي لتقديم نفسها للجمهور الديمقراطي فضلا عن الجمهور الأمريكي.


منتدى ثقافي علمي ناطق بالعربية وهو مساحة نتشاركها جميعًا لنتحدث عما يجول في أذهاننا وما نتحدث فيه مع أصدقائنا في ما لا تتطرق له وسائل الإعلام، سواءً كانت فكرة جمعك حولها نقاش مع أصدقائك،.