في ندوة خاصة عقدها منتدى التفكير العربي بلندن، عبر عضو الكونغرس السابق عن الحرب الديمقراطي البروفيسور جميس موران عن اعتقاده بأن القوى الثلاثة التي سترسم معالم المنطقة خلال الفترة القادمة والتي ستتعامل معها إدارة جو بايدن هي إسرائيل والتي ستواصل الولايات المتحدة دعمها لأنه من ركائز السياسية الخارجية الأمريكية، وكذلك ايران التي ستحصل على اتفاق نووي وستعزز قوتها الإقليمية في العراق وسوريا، وثالث الدول التي ستتعامل معها أمريكا كدولة مركزية في الإقليم هي تركيا والتي فرضت نفسها لاعبا رئيسيا ستكون أمريكا معنية بالوصول معها إلى اتفاق فيما من الواضح أن أردوغان ماض في زيادة قوته في المنطقة.
ورأى موران في الندوة التي عقدت مساء أمس الخميس -والتي ناقشت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال عهد بايدن-أن الدول العربية سيكون لها تأثير أقل نسبيا في المستقبل، وخاصة السعودية التي لم تعد على جدول أعمال بايدن، وأن إدارته ستعمل مع تركيا وإسرائيل وايران في المنطقة وتعقد تسويات معهم لتقوم بالتفرغ لآسيا لمنع سيطرة الصين ، معتبرا أن السعودية بالذات ستنخفض أهميتها بالنسبة لواشنطن.
وعبر موران عن اعتقاده بأن الهدف الإيراني من قصف العراق يتلخص في التأكيد على نفسها لاعبا رئيسا، واختبار إدارة بايدن.
ومن المثير فيما ذكره السياسي الأمريكي المخضرم هو اشارته إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إيرئيل شارون كان معارضا لغزو العراق، و أنه قال من البداية لأمريكا بأنه لا يجب عليها أن تدخل العراق، لأن نتيجة ذلك أن إيران ستقوى، فصدام حسين بحسب رأيه كان حاجزا بين القوة الشيعية والمنطقة، وانتهى موران للقول بأن لا أحد الآن يريد الحرب مع إيران سوى محمد بن زايد ومحمد بن سلمان وبتقديره فإن هذا لن يحدث، لأن بايدن وإدارته حسموا هذا الأمر بعدم استعدادهم للدخول في حروب جديدة.
من جهته قال الدكتور هينينج ريكي، أستاذ العلاقات الدولية - ورئيس مجموعة دراسة DGA أن إدارة بايدن تعلي من الأدوات الدبلوماسية قبل العسكرية في التعامل مع إيران، وشارك ريكي موران رأيه بأن الحل للملف الإيراني سيكون عبر المفاوضات والتوصل لاتفاق، كما أن واشنطن ستتحدث مع تركيا كذلك والتي باتت على قناعة أنها أصبحت قوة مهمة، مشيرا إلى أن ان الصراع القادم سيكون بين أمريكا والصين، وهذا ربما يحدث شراكات جديدة مثل شراكة بين تركيا والصين .
وفي سياق تقدير شل المقاربة الأمريكية الجديدة للمنطقة ، قالت الدكتورة غادة الكرمي الأكاديمية الفلسطينية والباحثة السابقة بجامعة اكستر إن الشرق الأوسط بشكل عام لم يعد مركزيا في سياسة واشنطن كما كان سابقا، وعبرت عن اعتقادها بأن ميزان القوى في منطقتنا قد تغير خلال السنوات الماضية لصالح روسيا والصين، ما سيقلل بحسب رأيها من الانخراط الأمريكي في المنطقة إلا أن قابلية الانفجار تبقى قائمة، معتبرة أن القضية الفلسطينية لم تعد على جدول اهتمامات بايدن والذي قال أنه يدعم حل الدولتين واصفة ذلك الموقف بأنه "موقف الناس الذين لا يريدون أن يفعلوا شيئا".
تطبيع الإمارات مع إسرائيل هو تحالف و ليس له علاقة بفلسطين
وفي محاولته تفكيك مسألة التطبيع بين إسراذيل وبعض الدول العربية، قال جيمس موران أن دولة الامارات لديها هدف واضح من التطبيع مع إسرائيل ليس له علاقة بفلسطين، إنما له علاقة بطموح طويل الأمد لما يريده محمد بن زايد، وهو طموح ليس مهما بذات القدر لمحمد بن سلمان، معبرا عن اعتقاده بأن القادم هو علاقة أقوى بين إسرائيل والدول العربية السنية.
واعتبر موران أن من أجل تحقيق السلام فإن من واجب العالم الضغط على إسرائيل لوقف الفصل العنصري وإقامة دولة تعطي الحقوق للجميع، مبينا أن إسرائيل تعتمد على أمريكا ليس فقط سياسيا وانما ماليا وهذا يجعل واشنطن في موقف القادر على ممارسة الضغط عليها، كما أن نتنياهو بتقديره سيخسر الانتخابات القادمة، فالتظاهرات المتواصل ضده مؤشر مهم بحسب موران، كما أن نتنياهو فعل كل ما بوسعه لإنجاح ترمب لكنه فشل في ذلك ولن يبقى على رأس الحكومة.