نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات دراسة سياسية بعنوان التطبيع الإماراتي مع النظام السوري: خلفياته وأهدافه لمحاولة اسقاط مزيد من الضوء على حقيقة الموقف الإماراتي من النظام السوري من خلال تناول الموضوع عبر ثلاثة محاور هي:
- تطور الموقف الإماراتي من الثورة السورية.
- أسباب اندفاع الإمارات إلى التطبيع مع النظام السوري.
- توجه عربي إلى التطبيع مع النظام.
في المحور الأول والذي يتناول تطور الموقف الإماراتي من الثورة السورية ترجع الدراسة بداية علاقة الإمارات مع النظام السوري إلى عام 2018 والتي تطورت من حينها حتى وصلت إلى زيارة وزير خارجية الإماراتي عبدا لله بن زايد إلى سوريا في 9 تشرين الثاني /نوفمبر 2021 ولقائه ببشار الأسد وهذا يعكس تغيرا استراتيجيا وفقا للدراسة بالنسبة للنظام الإماراتي في النظر إلى الثورة السورية حيث ترى الدراسة بأن النظام في الإمارات كان يعتقد بأن الثورة تمثل فرصة لاحتواء النفوذ الإيراني وتطويقه في المنطقة إلى أنه مع تطور الأحداث وتعقدها وشن أبوظبي حربا شعواء على الثورات العربية وجدت الإمارات نفسها في خندق واحد مع النظام السوري وعليه بدأت بدعمه بشكل غير مباشر اعتبارا من عام 2013م حيث شكلت بداية حاضنة غير رسمية لأموال المحسوبين على النظام وثرواتهم وصولا إلى التورط المباشر في دعم النظام السوري من خلال تزويد طائراته بالوقود في عام 2014م، كما امتنعت عن ادانة التدخل العسكري الروسي في سوريا خلافا لكافة الدول العربية عام 2015 بل على العكس رحبت به بحجة محاربة الإرهاب.
كما تشير الدراسة إلى أن الإمارات كانت أول دولة عربية فتحت سفارتها في سوريا وذلك في كانون الأول/ديسمبر2018 و أشارت الدراسة أيضا إلى أنه في مطلع عام 2020 جرى أول اتصال هاتفي علني بين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وبشار الأسد بحجة ارسال الإمارات مساعدات طبية لسوريا لمواجهة فيرس كورونا. وتمويل إعادة بناء بعض المباني العامة، ومحطات الطاقة الحرارية، وشبكات المياه في دمشق، ووفقا للدراسة فقد تعاون النظام الإماراتي ونظام الأسد في مواجهة تركيا في كل من سورية وليبيا، و ذلك عن طريق دعم أبوظبي محاولات النظام السوري إشغال تركيا في إدلب أواخر عام 2019 ومطلع عام 2020 ؛ بما يمكّن اللواء المتقاعد خليفة حفتر من الإجهاز على طرابلس.
وفي المحور الثاني تلخص الدراسة أسباب تطبيع الإمارات لعلاقتها مع النظام السوري في النقطتين التاليتين:
- القضاء على الثورة السورية في سياق الحرب على الثورات العربية.
- البحث عن فرص اقتصادية في سوريا سيما ما يتعلق بخطوط نقل الطاقة و ترميم البنية التحتية.
وبالنسبة للمحور الثالث المتعلق بالتوجه العربي للتطبيع مع النظام السوري فترى الدراسة أن توجه الإمارات إلى التطبيع مع النظام السوري هو جزء من تيار عريض من الدول العربية تقوده كل من الأردن والجزائر ويشمل جميع الدول العربية تقريبا عدى قطر التي تعارض بصورة حقيقية اقامة أي علاقات مع النظام السوري .
وفي الخاتمة انتهت الدراسة إلى أن الإمارات هي الأكثر حماسا لإعادة التطبيع مع النظام السوري على الرغم من كونها الأقل تضررا بالأزمة السورية عازية هذا الحماس إلى دوافع أبوظبي البيولوجية والتي تعبر عنه بمناهضة أي تغيير ديمقراطي في المنطقة.