أصدر المركز الخليجي للتفكير دراسة بعنوان " الإمارات والديانة الإبراهيمية: تسامح ديني أم هيمنة باسم الدين" تناولت الدراسة الخلفية التي قامت عليها ما أصبحت تعرف باتفاقات (أبراهام). وهدفت بشكل أساسي إلى الإجابة على تساؤل ماهي ملامح المشروع الإبراهيمي، ومدى مخاطره على المنطقة، وما الذي تسعى إليه الإمارات من تبني هذا المشروع؟ من خلال ستة مباحث هي:
المبحث الأول: الدیانة الإبراهيمية.. المصطلح والنشأة.
المبحث الثاني: دلالات تسمية اتفاق التطبيع الإسرائيلي الاماراتي البحریني بــ إبراهیم.
المبحث الثالث: الإبراهيمية والتطور الصهيوني من إقامة الدولة إلی الاندماج.
المبحث الرابع: الإمارات و التوظيف السياسي للدين من تسويق الصوفية إلی تبني الإبراهيمية.
المبحث الخامس: الدور الإماراتي الأسباب والدوافع.
المبحث السادس: التداعيات والمخاطر لمشروع الدیانة الإبراهيمية.
تشير الدراسة إلى أن تسمية اتفاقات التطبيع لم تكن عشوائية أو عبثية وإنما تم انتقاء اسمها ليعطي دلالة على وحدة الديانات السماوية ووحدة من يتبعها؛ فسيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء ومن هنا جاءت التسمية، و وفقا للدراسة فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تكن تسعى لإقامة علاقات عابرة مع إسرائيل ؛ علاقة يبقى البعد الأيديولوجي قنبلة موقوتة يمكن أن ينهيها في أي لحظة، أو يحول دون ادماج إسرائيل في المنطقة دمجا كاملا.
لقد مهدت الإمارات لعملية التطبيع فكريا بالتركيز على المعتقدات المشتركة بين الأديان الثلاثة، ومن ثم جمعت هذه المعتقدات ضمن أيديولوجيا سمتها الديانة الإبراهيمية بنت لها صرحا في جزيرة السعديات في أبوظبي سمي “ البیت الإبراهيمي" دعت فيه لصلاة مشتركة بين أتباع هذه الديانات، وفي سبيل هذا دعمت معتقدات إسلامية رخوة يسهل اختراقها وترويضها والعبث بها مثل الصوفية، و الجامية المدخلية وغيرها.
تحت عنوان أهم دلالات اتفاق أبراهام ذكرت الدراسة الدلالات التالية:
-
بناء شکل جدید للعلاقة بین العالم العربي والکیان الصهيوني، دون النظر إلی تاريخ الصراع بین العرب والصهاینة، وتقدیمها على أنها علاقة بین الأدیان الثلاثة، دون أن تتأثر هذه العلاقة بالظروف والتطورات التي قادت إلی ولادة الکیان الصهیوني على هذه الأرض، ودون النظر إلی سیاساته ومخططاته التوسعیة في المنطقة، والتي تهدف إلی التوسع المکاني، والاندماج المجتمعي، و الهيمنة السیاسیة، و الاقتصادیة في المنطقة.
-
التسویق بأن الصراع في المنطقة هو صراع أدیان ومذاهب؛ صراع مسلمین، و یهود، و مسیحیین، سنة وشیعة، وهکذا، وهي فکرة مستمدة من کتابات "هنتنغتون"، وخصوصاً "صراع الحضارات والثقافات"، وقبله برنارد لویس، ویمکن تسویته عبر أفکار من طینته، مثل الإبراهیمیة، ومشاریع مختلفة، مثل کونفدرالیة الأراضي المقدسة. باختصار، یندرج حرص الرئیس الأمریکي السابق ترامب على نعت اتفاقات التطبیع بین إسرائیل وکل من الإمارات والبحرین، والاتفاقات التي تبشر بإنجازها في القریب العاجل بـ “اتفاقات إبراهیم” في إطار استراتیجیة واضحة و خطیرة تهدف إلی محاولة فبرکة روایة جدیدة للصراع، واختلاق سردیة له تقوم على إعادة تموضع العدو والحلیف في شبکة العلاقات التي تحکم العلاقات الإقلیمیة في المنطقة ککل .
اعتبرت الدراسة "اتفاقات أبراهام" احدى مراحل بناء إسرائيل مبينة أن البداية كانت بأفراد ثم مليشيات وعصابات ثم جیش فدولة، ثم توسيع هذه الدولة ثم العمل على إدماجها في محيطها لتكون جزءاً طبيعيا منه وهنا تأتي اتفاقات "آبراهام" لتحقق هذا الجزء من مراحل تطور دولة إسرائيل . وقد فصلت الدراسة عمليات الإدماج على النحو التالي:
-
التطبیع السیاسي والأمني مع الحکومات العربیة، والعمل من خلاله على عزل القضیة الفلسطینیة عن عمقها العربي والإسلامي والإنساني.
-
التطبیع الثقافي، من خلال تطویر قنوات للتواصل مع الجمهور العربي لتغییر صورة الکیان الصهيوني العدوانیة.
-
التطبیع الاقتصادي، من خلال الترویج لنظریات "السلام الاقتصادي".
-
التطبیع الإعلامي، من خلال تصویر الصراع العربي "الإسرائیلي" على أنه صراع فلسطیني إسرائیلي.
-
التطبیع التكنولوجي، من خلال الترویج للتعاون التقني الذي تتفوق فیه إسرائیل وما یحققه من مکاسب للأنظمة الحاکمة العربیة، وخصوصا البرمجیات التي تمکن هذه الأنظمة من البقاء، حیث یشکل بقاؤها مصلحة استراتيجية لإسرائيل.
لكن الدراسة تؤكد على أن الأيدولوجيات التي يصنعها الدين في الأساس هي التي إما أن تسهل عملية الإدماج أو تعقدها وفي هذا السياق تشير إلى تقریـر "مؤسسـة رانـد" الـذي صـدر سـنة 2007م، والـذي – وفقا لنفس المصدر- مکثـت مؤسسـة رانـد ثـلاث سـنوات في إعـداده، وعنـون بــ " بنـاء شـبکات مسـلمة معتدلـة Moderate Muslim Networks Building " و یذکر هذا التقریر ثلاثة أنواع ممن یسمیهم (المعتدلین) في العالم الإسلامي، وهم:
أولا: العلماني اللیبرالي الذي لا یؤمن بدور للدین في الحیاة، ويتماشى أتباعه مع الرؤیة الغربیة للحیاة والعالم، ولا يرون حرجاً في الاندماج التام في المنظومة القیمیة للغرب.
ثانیاً: "أعداء المشایخ" –کما یسمیهم التقریر- ویقصد بهم هنا " الأتاتورکیین "أنصار العلمانیة.
ثالثا: الإسلامیون الذین لا یرون مشکلة في تعارض الدیمقراطیة الغربیة مع الإسلام، ویضیف في وصفهم بوضوح هم من: یزورون الأضرحة، والمتصوفون ومن لا يجتهدون.
وتسترسل الدراسة في هذا الجانب:
" أدرکت القیادات في الإمارات أن الدین عامل مهم ومؤثر في مجال السیطرة والانتشار في الشرق الأوسط لذا سعت لبناء و تسویق نماذج دعویة مرتبطة بها، توظفها کما تشاء وفقاً لأغراضها السیاسیة وبحثاً عن مقارعة منافستها المملکة العربیة السعودیة في أهم عوامل قوتها الإقلیمیة وهو الدین.
من هنا، قدمت أبوظبي معادلتها الجديدة المتماهیة مع الإسلام المعتدل وفق المنظور الأمریکي، إذ قامت بدعم مؤسسات الإسلام الحداثي وعلى رأسها منظمة "مؤمنون بلا حدود" بالتوازي مع دعم التصوف العالمي في سعي منها لتأسیس مرجعیة دینیة سنیة موحدة في العالم الإسلامي تکون تحت سیطرتها، وتسیر وفق رؤاها، فأسست الإمارات عدد من المؤسسات لتحقیق أهدافها تلك "
وهذه المؤسسات وفقا للدراسة هي:
أولا: مؤسسة طابة: تم تأسيسها في عام 2005 وهي أقدم مؤسسات التصوف التي دشنتها أبوظبي، جامعة فیها رموز الصوفیة من الشام والمغرب ومصر والیمن بهدف إنشاء محور سني معتدل یجابه الحرکة الاسلامیة، وتولی مسئولیتها الحبیب علي الجفري الصوفي الیمني.
وتشرح الدراسة دور وخطورة هذه المؤسسة على النحو التالي:
" کونت المؤسسة شراکات مع مؤسسات مختلفة مثل "دار زاید للثقافة الإسلامية" بالإمارات، و"دار المصطفی" بالیمن، و"دار الحکمة"، في بروکسل، و"کلیة الدراسات الإسلامية" في صنعاء، و"قناة المدینة الفضائیة"، ومشروع "إحیاء التعلیم الشرعي في شرق أفریقیا"، وبرنامج "طابة لتطویر الکفاءات. وکان أبرز تجلیات نشاطات المؤسسة مؤتمر “من هم أهل السنة والجماعة؟ الذي عقد في العاصمة الشيشانية " غروزني عام 2016 ، ودعي إلیه 200 عالم سني من مختلف الدول العربية والإسلامية، واعتبرت توصیات المؤتمر، السلفیة ، والوهابیة، وجماعة الإخوان المسلمين فرقاً طائفیة دخیلة على أهل السنة والجماعة.
کما عقدت شراکة مع مؤسسة "تمبلتون" الأمریکیة حیث تم الاتفاق على الشراکة البحثیة في موضوعات محددة مثل " التطور والتجدید والتسامح والإبداع وحریة الرأي والمحبة والدعوة للحوار بین العلماء والفلاسفة وعلماء اللاهوت وعلماء الدین الإسلامي والدخول في حوار الأدیان وحوار الحضارات وحوار الثقافات لتعمیق التفاهم بین الحضارة الغربیة والحضارة الإسلامیة"، ولا شك أن هذه الموضوعات الواضحة یقصد بها سلخ الإسلام من حقیقته لیکون النموذج الذي یرضی عنه الغرب.
وتتضح ملامح خطورة هذه المؤسسة من خلال تماهیها مع الأنظمة و یظهر ذلك في وجود ممارسات شاذة عن الخط الإسلامي مثل موقفهم من قضیة الإساءة للنبي صلی االله علیه وسلم في الدانمرك بالإضافة إلی شرعنة التطبیع السیاسي والدیني مع الصهاینة من خلال أنشطتهم التي قاموا بها".
ثانيا: منتدى "تعزیز السلم في المجتمعات الإسلامية": وجاء في البحث عن هذا المنتدى ما يلي:
"تأسس في مارس 2014 ویرأسه الشیخ الموریتاني عبد االله بن محفوظ بن بیه، وقدم المنتدى نفسه باعتباره "ملتقی عالمیا للسلم ونبذ العنف في المجتمعات الإسلامیة، ومن ضمن أهدافه، إحیاء روح التعایش التي کانت سائدة في المجتمعات الإسلامية؛ وإحیاء القیم الإنسانیة بین جمیع الأدیان؛ وتعزیز دور الإمارات في نشر السلام والأمن والازدهار في المجتمعات المسلمة وغیر المسلمة على حد سواء (2014 (PEACEMS,، وضم المنتدى عددا کبیرا من رموز الصوفیة حول العالم، من بینهم مفتي مصر شوقي علام، بالإضافة إلی رموز أکادیمیة مثل اللبناني رضوان السید، وعددا من أبناء المؤسسات الدینیة في السعودیة، والإمارات، والکویت، وفلسطین والبوسنة، ومالي وأمیرکا، وأوروبا. ونص البیان الختامي للمؤتمر على: "أهمیة إعادة تثبیت سلطة المرجعیة في الأمة"، وبعبارة أخرى: "تأسیس مرجعیة جدیدة للأمة" بعیدا عن الإسلام الحرکي، وإنما بإسلام صوفي مدعوم من أبوظبي" .
ثالثاً: مجلس حکماء المسلمین: و وفقا للدراسة فقد تأسس في 2014 برئاسة كل من الدکتور أحمد الطیب شیخ الأزهر الشریف، والشیخ عبد االله بن بیه رئیس منتدى" تعزیز السلم في المجتمعات المسلمة" .
كما تبنت دولة الإمارات -ووفقا للدراسة- بالإضافة إلى المؤسسات السابقة مراكز أخرى بهدف مكافحة الإسلام السياسي منها: مركز هداية، ومركز صواب، والمعهد الدولي للتسامح .
ومن خلال عرض متسلسل لأهم الأحداث والقرارات والإجراءات التي اتخذتها الإمارات في السنوات الأخيرة والتي تعكس استراتيجية أبوظبي في محاربة الإسلام السياسي تصل الدراسة إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن اختزالها في نقطتين هما:
أولا: دعم أنظمة سیاسیة تدین بالعداء لتیارات الإسلام السیاسي وممثلي الثورات المضادة، کما هو الأمر في لیبیا حفتر وفي مصر السیسي.
ثانیا: إنشاء شبکة دینیة لنشر النسخة الإماراتیة للإسلام بما یتوافق مع أجندة أبوظبي السیاسیة داخلیا وخارجیا، وذلك عبر عدد من المنظمات الدینیة کمؤسسة طابا الصوفیة، ومجلس حکماء المسلمین بجانب هیئات أخرى کمنتدى تعزیز السلم ومؤسسة مؤمنون بلا حدود، بجانب اختیار رموز مؤثرین داخل التیار الدیني کسفراء لهذا التوجه، کالشیخ الصوفي الشهیر الحبیب علي الجفري، وأحمد الطیب شیخ الأزهر، ثم بعد ذلك وسیم یوسف الذي کان موجها أکثر لفئة الشباب الذين قد لا یهتمون کثیرا بالمعارك العقدیة، والفکریة، والأیدیولوجیة، بل یبحثون عن خطاب شبابي مرن أقرب ما یکون لصیغ التنمیة البشریة من الدروس الدینیة. فهاجس مواجهة حرکات الإسلام السیاسي دافع رئیسي في تبني تسویق الدیانة الابراهیمیة کمحاولة للبحث عن منطقة خالیة من أفکار المقاومة والتحرر والعدالة حتی یستتب الأمر لحکام الامارات داخلیا وخارجیاً.
الهیمنة على المنطقة من خلال فرض نموذج دیني داعم للسلطة:
وقصدت الدراسة هنا القضاء على الهيمنة الدينية للمملكة العربية السعودية لتكون لصالحهامن خلال فرض نموذج أكثر مرونة وبحبوحة من النموذج السعودي دون أن يظهر أن هذا النموذج يتناقض ومباديء الدين الإسلامي .
خلاصة الدراسة :
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها ما يلي:
-
تشیر معظم الدلائل إلی أن المنطقة أمام مخطط استراتیجي طویل الأمد یبدو للوهلة الأولی ذو أهداف إنسانیة سامیة إلا أنه یحمل في طیاته أهدافا سیاسیة واستراتیجیة تخدم مصالح قوى الإمبریالیة العالمیة.
-
مشروع الدیانة الإبراهیمیة لیس مشروعا ثقافیا فحسب بل هو مشروع سیاسي طویل الأمد یهدف إلی تطبیع وجود إسرائیل ككيان طبيعي تمهیدا لتسيده في المنطقة من خلال تفوقه العلمي والتكنولوجي والثقافي.
-
سعت الإمارات مع فترة صعودها السیاسي منذ الألفیة الجدیدة إلی توظیف الدین لخدمة رؤاها وتوسعاتها وبناء نموذج دیني یخدمها وما السعي لتبني والتسویق للدیانة الإبراهیمیة إلا محطة من هذه المحطات التي تهدف من خلالها إلی زیادة نفوذها السیاسي والإقلیمي.
-
الکیان الصهیوني یهدف من تطبیق مشروع الدیانة الابراهیمیة بمعاونة حلیفتها الإمارات إلی محاولة الاندماج المجتمعي والثقافي في دول الخلیج ومنطقة الشرق الوسط، ویبدو هذا جلیاً من الاحتفاء الشدید من قبل إسرائیل في الزیارات التي یقوم بها بعض المواطنین من دول الخلیج.
-
اتخذت الامارات عدد من الوسائل للتسویق للديانة الإبراهيمية بدعوى تعزیز السلم في المجتمعات الإسلامیة ومواجهة المنظمات الإرهابیة، وبرز ذلك من خلال إنشائها العدید من الکیانات والمؤسسات والمؤتمرات والندوات والمبادرات والاتفاقیات التي تدعو إلی الالتفاف حول ما یسمی الدیانات الإبراهیمیة الثلاث.
-
تمثل نظرة قادة الجیل الثاني من قیادة الامارات تجاه الدین محرك رئیسي في تبنیهم للترویج للصوفیة والجامیة تارة والدیانة الابراهیمیة تارة أخرى، فقادة الامارات یریدون منطقة شرق أوسط علمانیة بعیدة عن الدین.
وختمة الدراسة بالخلاصة التالية:
"تمثل "الدیانة الابراهیمیة" محطة جدیدة من محطات الصراع العربي الصهیوني ولکن الصراع یأتي هذه المرة في سیاق عقائدي وفکري، تنبع خطورته من تناوله للدین کمیدان للصراع، کما أن من یتبني هذه الدعوة ویتکفل بالإنفاق علیها وتسویقها هي دولة عربیة وإسلامیة والتي تمتلك الکثیر من الأذرع الإعلامیة والسیاسیة داخل المنطقة مما یساعد على تنفیذ رؤاها واستراتیجیتها المرتبطة بالاندماج الصهیوني في المنطقة. فالمنطقة مقبلة على مرحلة جدیدة من مراحل مسخ الهویة الإسلامیة والوطنیة لصالح التبعیة الصهیونیة، الوثنیة الأخرى، کالبوذیة والهندوسیة، خاصة وقد سبق لها أن نصبت تمثالا لبوذا إله البوذیین في أراضیها، والمرجح أن الإمارات لن تتوقف عند مشروع "البیت الإبراهیمي"، بل ستتجاوز ذلك للدعوة للتعایش مع الدیانات في إطار ما أطلقت علیه "مبادرات التسامح"فإعادة رسم المنطقة من جدید یستدعی تغییر عقیدتها وفق نموذج تهمیش الأدیان ومسخها وهذا ما تسعی إلیه الإمارات وحلیفها الجدید "الکیان الصهیوني"، للقضاء على ما تبقي من مقاومة ورفض شعبي للوجود الصهیوني، ویبقی وعي الشعوب وإدراکها الرکیزة الأساسیة في نجاح هذ المخطط أو فشله".