منتدى التفكير العربي
أهم ما جاء في مقابلة المفكر العربي والمدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة وذلك ضمن المقابلة التي أجراها معه التلفزيون العربي يوم الأحد الموافق 5/11/2023 .
بعد مرور ما يقرب من شهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبعد استشهاد ما يقرب من عشرة آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ وإصابة ما يصل إلى خمسة وعشرين ألفا يرى الدكتور بشارة ما يلي:
- أهمية عدم الاعتياد على أعداد الشهداء الفلسطينيين الذين يسقطون جراء الحرب التي تشنها إسرائيل عليهم واستحضار الصورة الإنسانية لهؤلاء الشهداء والجريمة الإنسانية التي تجري بحقهم سيما قصف المستشفيات والمدارس الأمر الذي لم يعتد عليه من قبل ما يجعل من هذه الحرب حربا شاملة همجية و وحشية تشن ضد المدنيين على مرأى من العالم ومسمع منه .
- الحرب على المدنيين في غزة تشن على قاعدة غير أخلاقية وهي " أنه لاوجود لأناس أبرياء في غزة، وأنه لو وجد أبرياء في غزة لثاروا على حكومة حماس" هذه القاعدة جاء على ذكرها رئيس الكيان الصهيوني والعديد من أفراد الحكومة الإسرائيلية دون أن يقابل هذا التصريح بأي استنكار من قبل أي دولة بل على العكس واصل رؤساء الدول الكبرى في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية تقديم الدعم الكامل لهذه الحرب اللاأخلاقية والتعامل مع رموزها في إسرائيل باعتبارهم أشخاصاً متحضرين قافزين على ما جاء على لسانهم من تصريحات همجية مثل اعتبار سكان غزة حيوانات بشرية وترجمة هذه النظرة على أرض الواقع بقطع المياه، والكهرباء، وفرض الحصار عليهم لمنع دخول المعونات الإنسانية و على رأسها الغذاء والمواد الطبية .
- هدف هذه الحرب هو القضاء على حماس بالدرجة الأولى وموضوع الأسرى والرهائن لا يعد أولوية لدى القيادة الإسرائيلية. وبالتالي تنفذ إسرائيل عمليات قصف جوي قد تودي بحياة الأسرى.
- حماس غير معنية بالاحتفاظ بالرهائن المدنيين فلديهم من العسكريين ما يكفي لضمان عملية تبادل ناجحة، وما يعطل إخراج الرهائن المدنيين هو عملية القصف المتواصل التي يقوم بها الطيران الإسرائيلي ورفض الالتزام بأي هدنة إنسانية تزيد عن أربعا وعشرين ساعة والذي يعكس لا معقولية الطرح.
- هنالك مبالغة أمريكية في دعم الكيان الإسرائيلي لا يمكن تفسيره إلا من باب النفاق الذي يمارسه بايدن شخصيا والذي أظهر في أكثر من مناسبة تماهيه مع الأفكار الصهيونية معتبراً نفسه جزءاً من هذا الفكر.
- ما يؤجل الاجتياح البري لقطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي هو وضع خطة مرحلية للقيام بذلك توخيا للحذر وعليه فالجيش الإسرائيلي يعمل على تقطيع أوصال غزة من خلال فصل شمالها عن جنوبها دون القيام باجتياح واسع خشية الوقوع في مصيدة المقاومة، ولكن قدرة المقاومة على تكبيد الجيش الإسرائيلي أثماناً باهظة على الأرض تؤخذ بعين الاعتبار في التردد الذي يكتنف هذه العملية.
- المقاومة الفلسطينية حقيقية وفاعلة وستشتد مع الوقت ولن تكون عملية اجتياح غزة عملية رخيصة.
- هنالك عدد من العوامل التي تلعب دوراً في إمكانية وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وهي: الاجماع الإسرائيلي على شن الحرب لاستعادة الهيبة والانتقام من حماس، والتماهي الأمريكي مع السياسات الإسرائيلية هذا التماهي الذي جر معه الموقف الأوروبي بشكل مخز يتنافى مع تاريخ دول أوروبا وما تدعيه من قيم ومبادئ، وموقف الدول العربية وصمود المقاومة وقدرتها على تكبيد الجيش الإسرائيلي الخسائر . وهنالك عاملان يمكن أن يتغيرا لصالح الفلسطينيين وهما: تغير موقف الأنظمة العربية السلبي وتغير موقف الدول الأوروبية التابع للولايات المتحدة والمتواطئ مع إسرائيل.
- لا يوجد ما يبرر قصف المستشفيات والمدارس وان كان يعتقد بأن أسفل هذه المستشفيات والمدارس أهدافاً عسكرية الأمر الذي لا يوجد أي دليل على صحته ما يجعله جزءاً من الأكاذيب الكثيرة التي روجتها إسرائيل لتبرير الاعتداء على غزة.
- تهجير الفلسطينيين من أرضهم بحاجة إلى عاملين: الأول القيام بمذبحة شاملة للفلسطينيين، والثاني هو وجود دولة تقبل استقبال أعداد كبيرة منهم والعاملين غير واقعيين في ظل الظروف القائمة.
- الحياة السياسية لنتنياهو انتهت وهو يمد في عمر الحرب ليطيل أمد وجوده في السلطة.
- المحاكم الدولية تعقد للمهزومين وليس للمنتصرين فلا جدوى منها بالنسبة للعرب.
- لا مبرر لإغلاق معبر رفح المصري الفلسطيني، وموقف النظام المصري بهذا الشأن غير مفهوم.
- لا يوجد خطوات عملية قام بها النظام التركي لوقف الحرب على غزة بالرغم من كون الخطاب النظري الأخير لتركيا يعد خطاباً متقدماً.
- من مصلحة الدول العربية دعم المقاومة الفلسطينية في غزة لمحاولة استعادة شيء من احترامها الذي فقدته نتيجة لعجزها عن إيقاف حرب تشن على النساء والأطفال في قطاع غزة.
- مواقف العديد من دول أمريكا اللاتينية مواقف مبدئية وأصيلة وتستند لخلفية ضميرية بعيدة عن المصالح وهي جزء من سياستها في محاربة الإمبريالية الأمريكية والدفاع عن حقوق السكان الأصليين و يجب أن تقدر هذه المواقف وتحترم سيما أنهم يدفعون ثمن هذه المواقف.
- الموقف الإيراني يرتبط بالمصالح الإيرانية وهي داعمة للمقاومة بالحد الذي يتفق مع هذه المصالح وسوريا أصبحت خارج المعادلة.
- الشعب السوري بالرغم من جراحه والظروف الصعبة التي يمر بها إلا أنه يقف داعماً ومتضامناً مع الشعب الفلسطيني بشكل يستحق الاحترام والتقدير.
- حزب الله هو حزب لبناني وجزء من السلطة اللبنانية وهنالك قوى أخرى داخل اللبنان ضد الحرب ولذلك من غير المتوقع أن يعلن حزب الله الحرب على إسرائيل ولكنه يدفع إسرائيل ثمنا في لبنان لكن لا يوجد تغير لقواعد الاشتباك في الشمال، وإسرائيل لا تريد فتح جبهة جديدة مع حزب الله ولذلك تتحمل خسائر أكبر من المعتاد لتجنب الحرب.
- شن حرب من لبنان على إسرائيل لن يغير جريان الحرب في غزة ولكن سيرفع تكاليف الحرب على إسرائيل.
- الأهمية القصوى للرأي العام العالمي ومخاطبته من واقع عدالة القضية الفلسطينية والتركيز على أن القضية هي الاستعمار الاستيطاني اليهودي والبروليتاريا وانعدام الحريات وليس الدين اليهودي كدين وتجنب التناقضات الأيدلوجية مع الغرب في خطاباتنا.
